هشام الجخ

أمتلك الجرأة لأكتب هذا المقال

الإثنين، 16 سبتمبر 2013 06:03 م


الحفاظ على الإنجاز أصعب من الإنجاز فى حد ذاته. والمجتمع المصرى الآن يمر بتحد كبير ومهم وهو الحفاظ على ثورة يناير. عندما أتذكر كم التضحيات التى ضحى بها الشعب المصرى للحصول على الحرية التى كان ينشدها أو التى كان يظن أنه سيحصل عليها أشعر بشىء من خيبة الأمل.. لقد ظللتُ لسنوات طويلة أكتب شعرا مناهضا للسياسات المصرية والعربية.. وسجّل التاريخ لى قصائد معارضة ومواقف كنت أحسبها مواقف رجولية.. ولكنى بعد مرور ثلاث سنوات من ثورة يناير بدأت أشعر بأننى كنتُ مثاليا بعض الشىء وأن الأوضاع على أرض الواقع تختلف عن شكلها فى القصائد وفى الأفلام. لقد تبيّنت بعد ثلاث سنوات من حرية التعبير الذى وصل إلى الانفلات الأخلاقى وتخطى كل القيم والثوابت أن الحرية قيمة مهمة لمن يفقهونها ويعرفون معناها ويستخدمونها فى رفع مستوى معيشتهم ورفاهيتهم.. أما من يستغلون كلمة (الحرية) للتخريب والقتل والقمع والانخراط فى مزايدات وتخوين وتكفير الآخر.. هؤلاء هم من أساؤوا للحرية وأعادوا للناس حب العبودية وقلل من شعبية الحرية فى نفوس الشعب. الشعب المصرى الآن يترحم على أيام الفساد والظلم مقابل الشعور بالأمان الذى كانوا يشعرون به.. هذه هى الحقيقة وأنا أمتلك الجرأة لكى أقول هذا.. لقد اشتاق الشعب المصرى للظلم والفساد اللذين كان يعيش فيهما وللتقدم البطىء الذى كان يعيش فيه قبل ثورة يناير ويعتبرونه خيرا من الانفلات الأمنى والفساد الآخر الذى خلفته الحرية وخلفته الثورة. نحن فى حاجة ملحة الآن لثورة أخرى.. ثورة لا تصطدم بالجيش ولا بالشرطة.. ثورة نواجه فيها أنفسنا وسلوكنا وكسلنا وإهمالنا.. ثورة ثقافية وعلمية.. ثورة حقيقية لا هتاف فيها ولا مسيرات ولا مليونيات.. ثورة عمل وإنتاج لكى تعود شعبية ثورة يناير مرة أخرى.


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة