هذه قصيدة قديمة (كتبتها منذ اثنين وثلاثين سنة!!)، لعلها أصلح هذه الأيام بعد أن غيرتُ فيها بضع عشرة كلمة..
القصيدة:
(1)
(ترتفع ستارة خوف الناس من الشمس الوجـِلة)
[المنظر: وقف الجيشان قبالة بعضهما البعض، قد أعطى كلُّ فريقِ للآخر ظهره، وانشغل الفارسُ فى أحد الجنبين بملء الزمبرك اللامع، وانهمك الآخر فى وضع حجارة بطارية، تــُملأ تلقائيا.
يتقدم أحد الفرسان من الجيش الأول للخلف، يمسكُ بشِمالهْ: مِقوَد فرسٍ لـُعبهْ، ويلوِّحُ بيمينهْ، بذراع الزمبرك المخلوع:]
أنا فارس عصر الأزرارْ.. الأقنعة الأسرار، والطائرة بلا طيّار،
قمرى أخدودُ ظلامٍ من صلبٍ منصهرٍ باردْ
ليلاىَ من الأليافِ الممطوطة...، والزرعُ قمامة.
حوتـِى يفتح فاهْ،..ألقمه البشرَ، بقايا القمحِ الكلماتْ
أنا فارس كل الأزماتْ
(2)
[يأتى دور الفارس من جيش الأعداءْ، فيكوّرُ كلماتٍ مصقولة، يطلقها ذاهلة مذهولة:]
أنا سيد كل الأجواءْ.. أرسمُ قدرَ الناس بمِطواة،
وأحوّل سير الأيامْ، بالطلقة والألغْام
أحتجز جنينا فى رحمِ امرأةٍ خرساءْ.. أجعلها تتكلمْ،
أنتزع النصرَ من الطفل الأعزل
(3)
[يقفز من جيش الأول شخصٌ يـُدعى المغوارُ الفهـَّـامهْ:]
أنا فارس عصرى الحرْ، أفهمها وهى تمرّ
[يأخذهُ الزهوُ فينطلقُ يعيدْ:]
أنا فارس عصرى الحر الثائرْ.. أفهمها وهى تمر بسر الخاطرْ
أنظم بيتاً مكسوراً تسكنـُهُ الأشباحْ
أعشق بدنى.. أفترش امرأتى "ذاتى"،
التهمُ اللذةَ أتقايأ، أشربُ من ماءٍ مالحْ
وأعود، ولا أُرْوَى أبدا..
أقهر غانيةَ الحانهْ، تضحكُ منـِّى إهلاسا
فأضاعفُ كأسى، أنا سيـّدُ نفسى
(4)
[يأتيه الردُّ من الرجلِ الرادارِ الإعصارْ:]
أنا فارس خطِّى الساخنْ.. "وأعدُّوا.."
القرشُ أمان الثورة، والكذِبُ غطاءُ العورة
والمرأة حاملة الراية، تغنجُ بشعاراتِ الساعة، فأشاركُهـَا
(5)
[يقفز مـَنْ يلـْقمُهُ قولاً أمضَى:]
أنا فارس ليلى المِقدْامْ
ألعب فى ساحةِ حـُلمى، أتمنطق بالأيامْ
أبحثُ عن ذاتى بين حقول الألغامْ
أهتزُّ على عجـُـز أريكهْ
أتداعى "حرَّا"
ففروسية هذا العصرْ: هى حـِذقُ ألاعيبِ القهر
(6)
[يخرج مـَنْ عقصَ الرأسَ بِعَلَم القرصانْ
ليؤذِّن فى الناس بقولٍ فصلٍ فى خــُلق الفرسان:]
أنا فارس غَدِنا السلفِ الثائر
من يعصى أمرى زنديقٌ كافرْ
أعدو فرِحا معصوبَ العينينْ
نحو الهاويةِ المتساوِى فيها كلُّ الناس:
من يملكُ زرًّاًً أو يحمِلُ مِطواة
من يكتبُ فوق الحائطِ أشعارَ الملهاة
بدماءِ ضحايا المأساهْ
أو يستغرق فى الإغماءِ النشوانْ
بالغَـَلـَبة والسلطانْ
فالكلُّ يمارس دورهْ
فى الإسهام بإزكاءِ المعركةِ العوْرةْ
[تنسدلُ ستارة وعى العدم على أفـِق الرؤية]
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اذا اصاب الفرسان الجدد الغرور والحماقه فالنهايه الكل خاسر - هل انا على صواب يا استاذنا
بدون