يتعثر بهم يمينا ويسارا أينما سرت فى شوارع وسط القاهرة، يقدمون لك كارت يتضمن بيانات معرض البدل الذى يعملون لحسابه، ويحاولون إقناعك بالفرصة الذهبية لشراء بدلة "لقطة" بنصف الثمن الذى ستدفعه فى المحلات المجاورة، كل ما ستغرمه هو أن تصعد معهم لشقة فى الدور الأول أو الثانى على الأكثر حيث يتواجد مقر معرض البدل الذى يحطم الأسعار تحطيماً.
إذا كنت من المحظوظين فلن يكون الأمر خدعة لتثبيتك وسرقتك، وستكتشف أسباب الفرق الكبير فى الأسعار مع عدم اختلاف خامات البدل و"الفينش" عن المعروض فى المحلات العادية، والذى يفسره "محمد اليمانى" المسئول عن معرض باريس للبدل الكائن فى شارع طلعت حرب، بقوله "إيجار محلات وسط البلد يصل لـ20 و30 ألف جنيه شهريا، عشان كده بنأجر شقة فى الدور الأول بإيجار أرخص، بـ3 آلاف جنيه فى الشهر، وبكده نقدر نبيع للزبون بسعر حنين، بفارق بسيط عن سعر المصنع".
لكن المشكلة التى تواجههم وفقا لليمانى هى غياب واجهات العرض التى تجذب الزبائن لبضائعهم ويستعيضون عنها بمجموعة من الشباب بعضهم يقف أمام العمارة التى يتواجد فيها المحل، وآخرون ينتشروا فى شوارع وسط القاهرة لجذب الزبائن مقابل عمولة متفق عليها مع أصحاب المصانع، ولكل معرض رجاله أو "شلته" كما يطلقون على أنفسهم، وظيفة كما يشرحها "يمانى": "بيلاغوا الزبائن ويطلعوهم الشقة، وليهم على كل بدلة بيشتريها الزبون عمولة 10 جنيهات".
بكلمات أخرى تؤدى "الشلة" نفس وظيفة "الفاترينا"؛ فمهمة أعضائها المقدسة جذب الزبائن وإغرائهم بالصعود وشراء البدلة للحصول على قيمة العمولة المتفق عليها، يبدأون عملهم مع بداية ساعات الظهيرة إلى ما قبل موعد الحظر بنحو الساعة، ويقول أفراد شلة "العلم الرايق" التابعة للمعرض: "بنحاول نقنع الزبون بأى طريقة، نهزر معه، نتشقلب فى الشارع، المهم نقنعه يطلع، ولازم يشترى عشان ناخد العمولة، وممكن بعد ما يطلع ميشتريش حاجة فتضيع علينا عمولته".
الأيام الماضية عانوا فيها من وقف الحال وقلة الزبائن حيث يقول "محمد الجمال" البائع فى معرض "كونكريد" بشارع طلعت حرب : "ممكن أطلع فى اليوم بـ100 جنيه لو بعت 10 قطع أو ممكن أطلع بـ 10 لو بعت قطعة واحدة، وفى أيام مبترزقش خالص خصوصا مع القلق فى وسط البلد وقربنا من ميدان التحرير".
وأفراد الشلة يجذبون الزبائن مقابل 10 جنيهات..
معارض البدل فى وسط القاهرة ترفع شعار: بدل الفاترينا شلة وبدل المحل شقة
السبت، 14 سبتمبر 2013 07:13 م