"رمضان" يجسد الروح المصرية فى تماثيل الفلاحات والأرجوزات

الخميس، 12 سبتمبر 2013 02:14 م
"رمضان"  يجسد الروح المصرية فى تماثيل الفلاحات والأرجوزات رمضان غمرى على وعدد من التماثيل
كتبت رحمة ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فلاحة مصرية تخرج من دارها بثوبها الفلاحى الزاهى مع خيوط الفجر الأولى، تسير بعزم فى طريقها إلى النهر لتملأ الأوانى، وأخرى تحمل فوق رأسها صينية محملة بالثمار التى قطفتها من أشجارها الغناء، تسند الصينية بيد وباليد الأخرى تحمل ميزانا فى طريقها إلى السوق لتبيع ثمارها، تلك المشاهد لم تغب عن مخيلة الصبى "رمضان"، وظل محتفظا بها إلى أن كبر قبل الآوان وصار مسئولاً عن إعالة نفسه بعد موت والدته ومرض والده، فخرج يطارد الخبز، ولم يجد أمامه سوى أن يتعلم حرفة أخيه الأكبر "صناعة التماثيل الفخارية"، وهنا جاءت اللحظة التى كانت تنتظرها موهبته الكامنة لتطفو على السطح، وتطفو معها خزائن الصور الغارقة فى مخيلته منذ الطفولة عن الفلاحات والأسواق، والأرجوزات التى كانت تجوب الأرياف لتسعد أبناء الفقراء، وفرق الفنون الشعبية التى تلف على المراكز والقرى بالطبلة والمزمار والراقصة المحتشمة ويشكل من هذه الصور تماثيل مبهرة تجسد الروح المصرية الأصيلة وتبهر الأجانب والمصريين.

"رمضان غمرى على" هو اسمه الكامل، لم يحصل إلا على شهادة "دبلوم الصنايع" إلا أنه علقها على حائط ورشته التى يصنع فيها التماثيل الفخارية بدرجة" فنان تشكيلى" تعلم وحصل على الدكتوراه فى مدرسة الطبيعة.

خرج عن الإطار التقليدى، ولم ينحت الأشكال الفرعونية والأهرامات والجمال التى تجذب السياح، وإنما استلهم من الطبيعة حوله أشكال منحوتاته، التى يشرح بخبرة 15 سنة كيفية تشكيلها، قائلا " بعمل تصميم بالطين للشكل اللى فى دماغى وأحيانا بعمل قوالب للتماثيل وبعدين أنحت ملامحها واسيبها يومين تنشف وبعدين تدخل الفرن عشان لو دخلت وجواها رطوبة تنفجر فى الفرن، وبعد ما تطلع بلونها بألوان بلاستيكية عادية وأحيانا بلونها قبل ما تدخل الفرن لكن بألوان أوكسديه غالية لأنها مستخرجة من باطن الأرض ودى بيطلبها السياح عشان بتدى إيحاء بالقدم للتماثيل وأزينهم بالإكسسوارت."
الفنان الثلاثينى بدأ فى مهنته وهو لا يزال طالب فى الإعدادية ويتذكر تلك الأيام: "كنا على قد حالنا وكنت بروح مع والدى الشغل فى السوق، كان بيبيع فول وطعمية وبعد ما تعب اتعلمت من أخويا تصنيع التماثيل لحد ما وصلت لأعلى درجات التقنية فى صناعة الخزف والتماثيل، وبقيت أشكل تماثيل من الطبيعة أعمل عربية الفول وعربية البطيخ والترمس والبلح، أو أشكل تماثيل للفلاحات اللى كنت بشوفهم فى قرية " تفاهنة العزب" التابعة لمركز"زفتة" وأنا صغير.

تماثيل "رمضان" تجسد نماذج معجونة بالروح المصرية كالفرق النوبية والباعة الجائلين والراقصات والمأذون بزيه الفلكلورى المعروف، والفلاحات وغيرها من الشخصيات، كل ما يتمناه هو أن ينتقل إلى ورش الحرفيين فى مصر القديمة لأن أفران الطين التى يصنع بداخلها تماثيله تزعج السكان فى ورشته الحالية فى حى إمبابة.












































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة