أكد خبراء أمنيون وعسكريون، أن الهجمة الإرهابية على مبنى المخابرات الحربية بمدينة رفح المصرية، هدفها تفريغ العمليات الأمنية الموسعة للجيش التى استمرت طيلة الأسبوع الماضى، ونجحت فى قبض وقتل عدد كبير من الإرهابيين من مضمونها، كما يستهدفون إشاعة حالة نفسية سيئة بين المواطنين والجنود لإحباطهم.
وتوقع الخبراء استمرار تلك العمليات التفجيرية خلال الفترة المقبلة، فى محاولة من الإرهابيين شغل الجيش عن مواصلة عملياته الأمنية الناجحة، مشددين على ضرورة استمرار العمليات الأمنية بشكل أعنف من الفترة الماضية، وتكثيف الضغط العسكرى جوا وبرا لمطاردة ومحاصرة وشل قدرة العناصر الإرهابية وتدمير أسلحتهم وسياراتهم وجميع أدواتهم، بالإضافة إلى القبض على باقى تنظيم الإخوان، مثل عصام العريان، وعاصم عبد الماجد، ومحمود عزت.
ومن جانبه قال العميد خالد عكاشة، مسئول ملف الأمن بسيناء سابقاً، إن استهداف الجماعات الإرهابية لمقر المخابرات فى رفح، هدفه توصيل رسائل بتواجدهم وأنهم قادرون على القيام بعمليات إرهابية، وتفريغ العمليات الناجحة للقوات المسلحة المصرية من مضمونها.
وأضاف مسئول ملف الأمن بسيناء، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن استهداف الإرهابيين لمكتب إدارى بعيد عن مناطق تمركز القوات، يثبت لنا أنهم غير قادرين على المواجهات فى الأماكن المفتوحة، وأنهم يستهدفون إشاعة حالة نفسية سيئة بين المواطنين والضباط والجنود وإحباطهم.
أكد عكاشة، أن مثل تلك العمليات ما هى إلا رد فعل على الخسائر التى تتكبدها الجماعات الإرهابية على يد قوات الأمن، لافتاً إلى أن العملية الأمنية لتطهير سيناء لم تنتهى، وأنها مازالت فى طور التنفيذ وحالة الشد والجذب.
أوضح، أنه يتوقع المزيد من الخسائر فى مثل تلك التفجيرات، خاصة وأن حروب الإرهاب تحتاج إلى النفس الطويل، مشيراً إلى أن العملية العسكرية الجارية لن تكون العملية الأخيرة.
فيما قال اللواء مختار قنديل، الخبير العسكرى، إن تفجيرات رفح التى استهدفت مبنى للمخابرات، ما هى إلا نوع من عمليات الإزعاج والدعائية للجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى أنها بمثابة محاولة لتعويض الفشل الذى ظهر فى محاولة اغتيال وزير الداخلية، والتأكيد أنهم قادرون على المواجهات.
أكد الخبير العسكرى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، على ضرورة استمرار وتكثيف الضغط العسكرى جوا وبرا لمطاردة ومحاصرة وشل قدرة العناصر الإرهابية وتدمير أسلحتهم وسياراتهم وجميع أدواتهم، بالإضافة إلى القبض على باقى تنظيم الإخوان، مثل عصام العريان، وعاصم عبد الماجد، ومحمود عزت.
شدد قنديل، على ضرورة اتخاذ إجراءات أمنية هامة للقضاء على منافذ الإرهاب، عن طريق سرعة إغلاق أبواب ومنافذ سيناء، خاصة مع رفح، وعبر قناة السويس، وشاطئ البحر من رفح إلى بورسعيد، بالإضافة إلى إخلاء منطقة بعرض 3 كيلو مترات بطول الحدود مع رفح، من المنازل والمزارع للحيلولة دون حفر أنفاق أو اختباء إرهابيين.
أضاف قنديل، أنه يجب أيضاً محاكمة الإرهابيين الذين يستهدفون أفراد الأمن والقوات المسلحة، والمؤسسات العسكرية، أمام محاكم عسكرية ميدانية، ومد الطوارئ فى سيناء لحين القضاء على الإرهاب.
وطالب قنديل، بضرورة اعتقال مشايخ ودعاة فتاوى التكفير، وعدم نشر فتاواهم حتى لا يتأثر بها الشباب، ومحاكمتهم بتهمة التحريض على القتل، والتأكيد على أن مصر لها مفتى واحد للديار، وأن أى فتاوى صادرة عن أى شخص غيره لا أساس ولا صحة لها.
بدوره، أكد اللواء فؤاد علام، الخبير الأمنى، أن العملية الإرهابية، كانت متوقعة فى ظل العمليات الأمنية الموسعة للجيش بمعاونة الشرطة لاقتناص الإرهابيين، خاصة أن النظام السابق سمح بتواجد مجموعة كبيرة من الإرهابيين بسيناء.
وأضاف "علام"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن أى عملية تمثل خطورة سواء استهدفت أحد الأجهزة المعنية أو أى منشأة مدنية أو عسكرية، متوقعا أن تأخذ عملية إنهاء كابوس "الإرهاب" بعض الوقت، بسبب أخطأ النظام السابق الذى سهل مهمتهم بالتواجد والانتشار بسيناء.
بينما اقترح الخبير الأمنى، عبد الرحمن سيد، دعوة الجيش الشباب للتجنيد الإلزامى لمن ينطبق عليهم شروط التجنيد، لتشكيل جيش "الدفاع الشعبى"، يتولى حماية المنشآت الحيوية ومساندة الشرطة فى ضبط الأمن، حتى يعود الجيش لدوره فى حماية الحدود، مشيرا إلى أن جيش الدفاع الشعبى سيكون تحت قوة وزارة الداخلية، حتى لا يتهم الجيش بمخالفة اتفاقية "كامب ديفيد" التى تحدد عدد محدد لأفراد الجيش، ولكن فى الوقت نفسه سيكون هذا الجيش تحت قيادة قيادات من القوات المسلحة.
وأضاف "سيد"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن العملية الإرهابية تدل على تورط أجهزة مخابرات أجنبية بالعمليات الإرهابية التى تحدث فى سيناء، بغرض إظهار الجيش بصورة غير القادر على حماية منشآته، وهو ما يفتح الطريق أمام احتلال إسرائيل سيناء بحجة حماية أمنها عقب فشل الجيش المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة