الباعة فى الشوارع يختارون بين الصمود والهروب أمام مظاهرات الإخوان

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013 12:40 ص
الباعة فى الشوارع يختارون بين الصمود والهروب أمام مظاهرات الإخوان الباعة الجائلون يشكون من مظاهرات الإخوان
كتبت أمنية فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين أرصفة الشوارع والميادين، مازال الباعة الجائلون يستندون إلى قوة الصبر وتحمل الصعاب من أجل لقمة العيش، تمتد أيديهم يوميا بالدعاء إلى الله قائلين "يا رب ما تيجى مظاهرة هنا بكرة" هذا كل ما يحلمون به.

عشرات الأفراد يقفون فى وجه الصعاب، يواجهون المظاهرات بالصبر والصمود فى أماكنهم، ظنا منهم أنهم بذلك يحافظون على أماكنهم على الرصيف، محمود سيد، أحد الصامدين القادم من الصعيد، يقف وسط طلقات الرصاص ويمنع المتظاهرين من أمام فرشته الصغيرة التى يبيع عليها الليمون، فهو مؤمن بمبدأ "فرشتى هى عرضى أحميها بدمى".

جمع محمود فى ملامح وجهة بين الطيبة والقوة معا وهو يقول "الفرشة دى بتصرف على بيتى وأمى وأخواتى، من غيرها نموت، وتبقى موته بموته، أموت بكرامتى وأنا بدافع عن فرشتى، ولا يمكن أن أغير هذا المكان لأن فى زبائن عارفانى وبتيجى هنا علشانى".

ولم يتغير موقف عزة وأبنائها الخمسة عن موقع محمود كثيرا، فترى عزة أنه من الأكرم لها ولأبنائها أن تجلس بنفسها لحراسة الفرشة التى تبيع عليها الفواكه، وتعبر عن رأيها وتقول: "الشعب المصرى لسه عنده كرامة وأصل لا يمكن يمد أيده على ست ولا على فرشتها وعيالها حواليها، علشان كده أجلس لحماية فرشتى".

ويضيف عاطف الصعيدى إلى كلام عزة ويقول، الجلوس فى الشارع ليست هواية نحبها، كما يظن البعض، لكنه باب رزق وفتح لتربية الأطفال، وجاءت الحكومة كثيرة وتحدثت معنا ووافقنا على أنها تبنى لنا محلات، ونؤجرها منها، ولكنها لم تف بالوعد واليوم تهددنا بإزالتنا من هنا، وهذا سوف يخلق مشكلة جديدة، وفى حالة توفير الحكومة لنا عمل أو مكان نستطيع أن نبيع من خلاله أو نكسب رزق يصرف على منازلنا لم نقف أمامها بل سوف نساعدها على تنظيف الشوارع.

أما الحاج محمد الأسيوطى، سنة الكبير هو الذى يتحكم فى مواقفه الحالية، فمع اقتراب المظاهرة ينادى أحد الشباب للمساعدة على "لم الفرشة" ويساعده على الهروب فى إحدى الحارات المجاورة له، يقول الأسيوطى: "أقف فى هذا المكان منذ 35 سنة، مرت علينا مظاهرة الطلبة أيام الرئيس السادات ولكن لم يتعرض الطلبة ولا المتظاهرون للاشتباك مع الشرطة أو الأهالى، وفى 25 يناير هربت الشرطة ووقفنا إلى جانب أهل الحى لحماية المحلات والبيوت، ولكن هذه الأيام المظاهرات مختلفة تظهر فجأة ويتعمّدون المشاجرة مع الأهالى وتنقلب المظاهرة إلى خناقة وضرب نار وخرطوش، ونظرا لكبر سنى لا أستطيع أن أقف أمامهم وأترك المكان لهم لحين الانتهاء من المظاهرة وأعود مرة ثانية".

والحاجة فاطمة محمد، لم تعرف للعمل إجازة غير من بعض المظاهرات الأخيرة، وتقول" حتى فى ثورة 25 يناير اللى ماكنش فيه شرطة بتحمينا جئت وكنت أبيع لزبائنى بدون خوف لكن هذه الأيام الأمر اختلف".

أما باعة الملابس الأمر يختلف معهم، فهم يبحثون عن الوقت الهادئ حتى تخرج الزبائن إلى الشوارع وتقوم بالشراء عكس تجار الفواكه والخضراوات، يقول محمد أحمد، أحد باعة الملابس فى ميدان العتبة: "المظاهرات لم تصل إلينا هنا من قبل ولكن الأزمة أن الزبائن لا تخرج من منازلها بمجرد سماع وجود مظاهرة فى أحد الشوارع، لهذا نغلق البضائع ونضعها فى المخازن وننتظر لحين هدوء الحال".

لم يتغير موقف التجار فى ميدان العتبة كثيرا جميعهم يجمعون على ضيق الحال بسبب المظاهرات، ومن بين الباعة يقف سلامة سيد، يضحك على سخرية المواقف وضيق الحال ويقول "من اليوم أجازة العتبة كل ما مظاهرات الإخوان تطلع".

أما سائقو الميكروباص، فأمرهم يختلف فهم يستطيعوا أن يغيروا أماكن تواجدهم وفقا للمظاهرة، يقول عباس السيد، نغير اتجاه الوقوف والسير فى الخطوط وفقا للمظاهرة وعندما نعرف أن هناك حى كامل مثل مدينة نصر يشتد فيه المظاهرة نمتنع من التوجه إليه ونغير الخطوط إلى الأحياء الأخرى، وهناك سائقون يصلون إلى أقرب مكان من محطات مدينة نصر، حتى يصل الزبائن إلى منازلهم ويستكملون هم الوصول إلى المناطق الخاصة بهم.

ولم يختلف الرأى كثيرا بين الباعة، فجميعهم يشتكون من المظاهرات وخوف الزبائن من الخروج إلى الشارع، فمنهم من يقف لحماية بضائعه ومنهم من يهرب إلى الحارات حتى تهدأ الشوارع.






















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة