هانى عياد

كل عام وأنتم بخير

الجمعة، 09 أغسطس 2013 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
* انتهى الشهر الفضيل، وها نحن نعيش فرحة العيد وأجازته، ثم تعود الحياة بعد ذلك إلى وتيرتها العادية، لكن مستوطنات رابعة العدوية وميدان نهضة مصر لا تقع بالتأكيد فى إطار «الوتيرة العادية» للحياة. العيد الحقيقى يبدأ مع إزالة تلك النتوءات وبدء مسيرة بناء مصر دولة مدنية، لا تقصى أحدا لكنها لا تتسع للقتلة والمجرمين وتجار الدين.

* نحتفل نحن المصريين جميعا بعدد كبير من الأعياد، منها الوطنية (25 يناير، 30 يونيو، 23 يوليو، 6 أكتوبر) ومنها الاجتماعية (عيد الأم وشم النسيم وعيد العمال)، فلماذا نتفرق عند الأعياد الدينية؟ مَن مِن المصريين لم يتمايل طربا مع صوت شريفة فاضل تغنى «والله لسة بدرى والله يا شهر الصيام» ومَن منا لم يردد مع الثلاثى المرح «سبحة رمضان لولى ومرجان بتلاتة وتلاتين حباية.. تلاتة وتلاتين منهم تلاتين أيام رمضان نور وهداية... وتلاتة العيد ونقول ونعيد ذكر الرحمن آية بآية»، فلماذا لا نحتفل جميعا بكل أعيادنا الدينية (الميلاد والفطر والقيامة والأضحى)، بعضنا إيمانا واعتقادا، وبعضنا حبا ومشاركة، مثلما نحتفل بأعيادنا الوطنية والاجتماعية؟ تعالوا نبدأ من الآن، وليكن عيد الفطر ليس عيد المسلمين وحدهم، لكنه عيد كل المصريين، منا من يؤمن ويعتقد، ومنا من يحب ويشارك، وجمعينا نفرح ونغنى، وكل سنة ومصر كلها بخير وحب وأمل وسعادة، رغم أنف الإرهاب والفاشية.

* كل مواطن له وظيفة فى الحياة، يذهب لأدائها كل صباح، أو حتى كل مساء، ومن الوارد أن يؤدى عمله من المنزل، لكنه فى كل الأحوال يؤدى عملا مفهوما وواضحا، يتقاضى مقابله أجرا، فالوظيفة هى الضرورة التى لا غنى عنها لتوفير «لقمة العيش» وضمان البقاء على قيد الحياة، لكن هناك وظيفة جديدة لا أعرف من الذى اخترعها، وقد التحق بها وانضم إليها العشرات، وربما المئات، رغم أن أحدا لا يعرف ماهيتها ولا طبيعتها، ولا ماذا يفعل الذين يمتهنونها، إنها وظيفة «ناشط سياسى »!! ما هى وظيفة الأخ «الناشط السياسى» على وجه التحديد؟ كيف ينشط سياسيا صباح كل يوم، أو حتى بعد الظهر؟ وهل هناك مكان ما يذهب إليه السيد الناشط السياسى ليؤدى عمله؟ أم أنه يمارسه من البيت؟ وأيا كان مكان ممارسة «النشاط السياسى» فما هو العمل الذى يؤديه السيد الناشط السياسى، ويتقاضى أجرا مقابله، ومن يدفع له هذا الأجر؟
حضرتك بتشتغل إيه؟ أنا ناشط سياسى.... تشرفنا

* هناك من يستنزف وقته من أجل إعادة اختراع العجلة، لكن الأدهى والأخطر أن هناك من يكرس عمره من أجل إعادة إنتاج الفشل. هاتوا لنا نموذجا واحدا ناجحا لأحزاب ما يسمى تيار الإسلام السياسى؟ حتى نموذج «أردوغان تركيا»، وصل إلى حافته وظهرت عنده أعراض الديكتاتورية وملامح الفشل وعلامات مرض تأييد الإسلاميين أينما كانوا وكيفما كانوا. ونموذج «أردوغان تركيا» لم يحقق نجاحاته إلا عندما وضع مسافة فاصلة بينه وبين ما يسمى «الإسلام السياسى»، وعندما راحت المسافة تتآكل وتنحسر، راح الفشل يظهر ويتجلى، وفى كل الأحوال لم يكن نموذج أردوعان تركيا إلا «الاستثناء الذى يؤكد القاعدة» استثناء «النجاح» اليتيم، الذى يؤكد قاعدة الفشل التى لا يراها إلا أعمى. ثم هاتوا لنا نموذجا واحدا ناجحا لدولة حكمها ما يسمى «تيار الإسلام السياسى» اللهم إلا إذا كان النجاح عند هؤلاء هو تقسيم البلاد وتفشى الفقر والجهل والمرض، واعتماد الحروب الأهلية والترويع والقتل أسلوبا للحياة «الإسلامية».

وإعادة إنتاج الفشل تقوم على مبدأ ترويج الأوهام، وفيها وهم «المشروع الإسلامى»، وإلا فهل بوسع أى من منظرى «الإسلام السياسى» أن يشرح للناس ما هو «المشروع الإسلامى»؟ إنهم يبيعون الوهم للناس، وهم يعرفون ذلك ولا يصدقون أنفسهم. أصحاب وهم «المشروع الإسلامى» يذهبون إلى البلاد العلمانية الكافرة التى ينتشر فيها الفساد والانحلال وزواج المثليين، للتعليم والعلاج والعمل وإنجاب الأولاد ليحصلوا على جنسية بلدان الفسق والخمور، يذهبون إليها للتسوق ولتمضية أجازاتهم، وحتى للمنفى الاختيارى. هل سمع أحد عن واحد من أصحاب وهم «المشروع الإسلامى» وقد ذهب للعلاج فى أفغانستان؟ أو للتعليم فى السودان؟ أو لقضاء أجازة فى جبال قندهار؟ أو أرسل زوجته إلى جبال تورا بورا لتضع مولودها؟

* خدعة كبيرة اسمها «المعونة الأمريكية» يتصور البعض أننا غير قادرين على الحياة بدونها، رغم أن هذه «المعونة» المزعومة لا تأتينا أموالا سائلة (بنكنوت) يمكننا التصرف فيها وبها وفق احتياجاتنا وحسب أولوياتنا، لكنها تأتى فى صورة بضائع أمريكية، يحددها الجانب الأمريكى وفق الفائض عن حاجته، ويجرى نقلها فى وسائل نقل أمريكية يحدد الجانب الأمريكى وحده نوعيتها، وتتحمل «المعونة» أجور النقل التى يحددها الجانب الأمريكى وحده، وفى قيمة المعونة أيضا مرتبات وأجور الموظفين والعاملين الأمريكان الذين يعملون فى إطار ما يسمى «المعونة الأمريكية لمصر». وفق هذه الحقيقة من الذى يملك التهديد بقطع المعونة؟ واشنطن أم القاهرة؟

* كل سنة ومصر بكل أبنائها المخلصين العاشقين لترابها ونيلها وهوائها بكل خير. ودائما إلى العمل والإنتاج والبناء.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

لا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله..... عليه وعلى سيدنا عيسى!! الصلاة والسلام !!

كل سنة وانت طيب يا هانى !!...وكل اخوتنا !!.....المسيحيين/ات !!..........طيبين/ات !!

عدد الردود 0

بواسطة:

بلد العجايب

بلد العجايب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة