كام متر قماش ولوحين خشب بقى عندك عربية ميكروباص

عربة صغيرة بثلاثة عجلات نصفها الأمامى نصف موتوسيكل والنصف الخلفى صندوق للنقل مغطى من أعلى بقماش، ويحتوى بداخله على عدد من الركاب، وقف إلى جوارها عدد من الشباب كل واحد ينتظر دوره لتحميل الركاب داخل "التروسيكل"، ومنهم من وقف ينادى عن وجهة هذه "التروسيكلات"، فمع أن هذه التروسيكلات تستخدم لنقل البضائع، إلا أنه كعادة المصرى الذى يرفع شعار "الحاجة أم الاختراع" وبعد ارتفاع أسعار التكتك والذى أصبح يقارب ثمنه 20 ألف جنيه، حاز التروسيكل صاحب الـ 7000 جنيه على قلوب وعقول الفقراء الذين يبحثون عن مشروع "يسترزقون منه".

عند بداية شارع تحت الربع وقف السائقون ينتظرون الركاب لنقلهم إلى داخل الشارع الكبير وصولا إلى نهاية الشارع، يقول "مصطفى" أحد سائقى التروسيكلات "ملقيناش شغل قولنا نعمل الفكرة دى، ومقدرناش نجيب تمن التوكتوك اللى تمنه وصل لـ2000 ألف جنيه، جبنا التروسيكل أبو 7000 جنيه".

وطريقة تحويل التروسيكل إلى سيارة أجرة لنقل الركاب بسيطة جدا كل ما تحتاجه فقط هو كام متر قماش ولوحين خشب، كما يقوم مصطفى، ويتحول إلى أحسن ميكروباص.

أمير أحد السائقين الذى كان يستعد للانطلاق بعد أن اكتمل عدد الركاب داخل التروسيكل قال "التروسيكل بيشيل ناس أكتر من التوكتوك لأنه بيشيل 8 ركاب غير التوكتوك اللى بيشيل 4 بالعافية، ده غير أن تمنه أرخص بكتير من تمن التكتك، وخفيف ويمكن استخدامه فى نقل البضاعة ويقدر يمشى فى أى حتة مبيهموش أى حاجة".

التروسيكل أصبح ملاذا ضيقاً كضيق الحارات والشوارع الصغيرة التى يسلكها بمنطقة الدرب الأحمر، للكثير من سكان المنطقة سواء الذين يتخذونه وسيلة للتنقل لقدرته على المرور عبر أضيق الطرق، أو الذين يقودونه من الشباب الذين يعتبرونه كفرصة عمل لهم بالرغم من أنهم يقومون بشرائه بالتقسيط، أما عن سكان المنطقة يقول أحمد أحد المقيمين بشارع الدرب الأحمر والذى يستخدم هذه التوصيلة لكى يصل إلى أول الشارع " قبل كده كنت باخد وقت حوالى نص ساعة مشى علشان أقدر أوصل للبيت، لكن دلوقتى 5 دقايق وأكون فى البيت".

أما صلاح صابر أحد قائدى التروسيكل يقول "التروسيكل ده نافع ناس كتيرة وناس كتيرة بتسترزق منه، وغير كده بيسهل على ناس كتيرة، مثلا لو واحدة ست معاها حاجات كتيرة هتروح إزاى، ولو راجل عجوز ومش قادر يمشى هيعمل أيه، وبعدين محدش معاه هنا أجرة تاكسى، ولو معاه الأجرة، التاكسى نفسه مش هيعرف يمشى فى الشوارع هنا".