رانيا المارية تكتب..ورغم أحداث النهضة ورابعة ما زال العيد فرحة

الأربعاء، 07 أغسطس 2013 08:09 م
رانيا المارية تكتب..ورغم أحداث النهضة ورابعة ما زال العيد فرحة أطفال تحتفل بالعيد - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيأتى العيد على الرغم من كل الظروف الصعبة التى تحيط بنا، ولكن كيف نتعامل مع هذه الأحوال فى العيد؟ ونحاول أن نجعل مناسبة العيد المنفذ من الضغوط التى مرت بنا فى الفترات السابقة، أو استراحة وفرصة ننتهزها كى نستطيع أن نلتقط فيها أنفاسنا من مراثون مرهق، ونستكمل المسيرة باستعداد نفسى وروحى وجسدى، فهل يمكن أن ننفصل عن واقع أليم ملىء بكثير من التهديدات ونحيط أنفسنا ومن حولنا بفقاعة من الهواء النقى الممتلئة بكل تفاصيل العيد من فرحة وبهجة رغم أنف الأحوال؟ وماذا لو لم نفعل ذلك؟، هل اضطراب الأحوال ستمنع مجىء العيد؟ أم من الممكن مجىء العيد يخفف علينا من اضطراب الأحوال؟؟؟

فالعيد ملىء بالتفاصيل التى تستطيع أن تأخذنا بعيدا إلى عالم ملىء بالمتعة، ولكن نحن من نمر عليها مر الكرام بدون أن ننهل منها الفرحة، فالانغماس فى تفاصيل الاستعداد للعيد كفيل من أن يفصلنا عن السحابة السوداء التى ألقت بظلالها علينا جميعا، بداية بتحضير ملابس العيد للأولاد والعيدية وكحك العيد والزيارات العائلية أو السفر وفسحة العيد، وفى بعض الأحيان يستمتع الكبار بمظاهر العيد بنفس درجة استمتاع الأطفال ويمكن أكثر، لعل السبب مزدوج فى معايشة هذه المظاهر، إضافة إلى الذكريات السعيدة التى تحملها هذه المظاهر منذ الطفولة، فالقضية تكمن فى قرار الاستمتاع بهذه المظاهر أو تأديتها كعادات موسمية بدون استمتاع.

فهل نحن نمتلك ثقافة الفرحة، أم أن ثقافة الكآبة هى التى تعم على أغلبنا، أم أن فكرة الفرحة الغائبة باتت مسيطرة على عقولنا، وكيف لنا أن نبنى من جديد عالم الفرحة التى دمرته كثير من الإحباطات التى تواجهنا فى الحياة حتى أصبح الشخص لا يستطيع أن يفكر فى تفاصيلها، ولكن دعونى أؤكد لكم أن السعادة لا تحتاج سوى لقرار، لأنها مشاعر داخلية والأفكار هى التى تنتج عنها المشاعر فكل ما علينا أن نتحكم فى أفكارنا ونوجهها إلى الناحية الإيجابية، ونركز على ما نملك من عطايا ونعم تستطيع أن تسعدنا، ولا نترك الأفكار تتحول إلى عدو ينحر فى مشاعرنا، لأننا نقابل فى يومنا الكثير من الأشياء التى يفترض أن تسعدنا وتفرحنا، ولكن لا نسعد بها لوجود فكرة معينة سلبية تتحكم فينا ولا تجعلنا نرى غيرها، فعليك عكس الآية بأن تجعل تركيزك على التفاصيل الجيدة فلا تحيا ما تفتقد ولكن تحيا ما تملك وتسعد به.

فالظروف التى تحيط بنا ليست هى ما تسبب حال السعادة أو الحزن، والدليل على ذلك أنه فى كثير من الأوقات تكون الظروف حولنا جيدة، ولكن مشاعرنا الداخلية مضطربة لا تجعلنا نستطيع الاستمتاع بما حولنا ومثال على ذلك حضور حفلة مبهجة وأنت فى مزاج سيىء، فالنتيجة ستكون عدم الاستمتاع بالحفلة إذا لم تندمج مع الحفل وتنسى أو تؤجل التفكير فيما يهمك.

ولذلك فأنت من تتحكم فى مشاعرك وليس العكس والبداية تكون بقرار بسيط تقرر فيه أن تفرح، وهذا ما نريده جميعا فى هذا العيد، أن نؤجل ما يهمنا إلى بعد الاحتفال بالعيد وجعله إجازة من الاكتئاب المسيطر على أنفس كثيرة، ونجعل ثقافة الفرحة هى التى تعم وتتحول إلى أفكار إيجابية تسيطر على المشاعر السلبية، وتحولها إلى فرح وبهجة، والطريقة سهلة جدا، بالانغماس فى تفاصيل العيد المبهجة ولو حتى فى أضيق الحدود، فالسعادة لا تحتاج إلا لقلب يرغب وشفاه تبتسم ونفس ترضى حتى نستطيع أن نقول رغم كل الظروف ما زال العيد فرحة، وكل عام أنتم بخير.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة