لم ينشغل الشارع المصرى بالاعتصامات والمسيرات وراح يحتفل كل على طريقته ومقدرته بقدوم عيد الفطر، وتحضير التجهيزات الخاصة به من كحك وملابس جديدة أو قديمة لا فرق بينها سوى فى فرحة العيد، التسوق وشراء الملابس احتفالا بهذه المناسبة هو البطل هنا، فجميع شوارع المحروسة من شرقها إلى غربها مكتظ بالأسر، كل يبحث عما يناسبه، أسواق الغلابة التى لا تخذل روادها، تجد فيها كل ما تريد أو كما يقال من الإبرة إلى الصاروخ البضاعة المتراصة هنا وهناك جميعا أسعارها فى نفس الحدود.
سلامة الشيخ أحد أشهر باعة الملابس الغلابة فى شارع عبد الخالق ثروت والذى يرى أن هذه المهنة واجب وطنى أكثر من أنها مصدر للرزق، سلامة يؤكد لـ" اليوم السابع" أنا أعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من عامين فى المكان نفسه، أقوم بجلب الملابس المستعملة أو " البالة" كما يطلق عليها وأقوم بتنظيفها فى منزلى وبكيها جيدا ثم أقوم بعرضها هنا على الأشجار، ويستكمل حديثه قائلا أشعر أن ما أقوم به هو واجب، فهؤلاء الغلابة يحتاجون إلى من ينظر إليهم فالمحلات الفخمة لا يوجد أكثر منها فى وسط البلد وغيرها من الأماكن الراقية، ولها بالتأكيد زبائنها ولكن أنا أقوم بتسويق تلك البضاعة لمن لا يستطيع الذهاب إلى تلك الأماكن لشراء ملابس العيد لأولاده.
يستكمل سلامة حديثه هذه البضاعة جميعها من أحذية وملابس للكبار والصغار وملابس حريمى لا تختلف أسعارها بنفس السعر التى لا تتجاوز 60 جنيها فقط فأنا رب أسرة، وأعلم جيدا الأعباء التى يتحملها الأب خصوصا فى تلك الظروف التى تمر بها البلد، هذا الحديث الذى أكده أحد باعة ملابس الرصيف فى سوق ملابس أرض اللواء الذى قال على الرغم من أن الملابس مستعملة، إلا أن الإقبال عليها زاد أضعاف السنوات السابقة فأنا أمارس هذه المهنة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولم يشهد على إقبال مثل هذا العام فالناس أصبحت حالتها المادية أكثر سوء من الماضى وأصبح الجميع يقف أمام هذه البضاعة المتراصة على الأرصفة دون خجل على عكس ما كان يحدث بالماضى، ويستكمل لم تعد تقتصر الأشياء المستعملة فقط على الملابس بل وصل الأمر إلى السجاد المستعمل وأدوات المطبخ القديمة فحياة المصريين بكل ما فيها إلى أشياء مستعملة لا شىء جديد لا شىء فيه بهجة حتى فى العيد.
ريح نفسك كله بنفس السعر..
الملابس المستعملة وبواقى المحلات هى مصدر سعادة الغلابة فى العيد
الأربعاء، 07 أغسطس 2013 09:44 م