ننشر تفاصيل أزمة مدير قطاع السجون مع الوزارة.. استقبل الوفد الدولى لزيارة "الشاطر" فى طرة ثم نفى وجوده.. ومصادر: "باز" وضع الوزارة فى موقف "محرج" بسبب تعاطفه مع "الإخوان"

كشفت مصادر أمنية مطلعة تفاصيل توريط وزارة الداخلية فى نفى خبر زيارة وفد إقليمى دولى متمثل فى وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكى، وممثل عن الاتحاد الأوروبى والشيخ خالد آل عطية وزير خارجية قطر والشيخ عبد الله بن زايد الإمارات، لنائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر بمحبسه فى سجن شديد الحراسة بطرة.

وأشارت المصادر إلى أنه فور بث وسائل الإعلام خبر الزيارة أسرعت قيادات وزارة الداخلية بالاتصال بقطاع مصلحة السجون للتأكد من صحة الخبر، حيث أكد اللواء مصطفى باز مساعد أول وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون عدم وجود ثمة زيارات مرتقبة لأى من سجناء الإخوان نهائيا، وهو ما دفع اللواء عبد الفتاح عثمان مدير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات بالوزارة إلى الإسراع ونفى الخبر فى وسائل الإعلام المختلفة مؤكدا أنه لا توجد أى زيارات نهائيا وذلك بناءا على تأكيدات مدير قطاع مصلحة السجون لقيادات الوزارة.

وأوضحت المصادر أنه بعد نفى الخبر بدقائق فوجئت قيادات الوزارة بكافة وسائل الإعلام تنشر تفاصيل الزيارة وأنها تمت بالفعل فى منتصف الليل داخل سجن شديد الحراسة بطره، وأن الوفد وصل بالفعل إلى منطقة سجون طره فى الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، والتقى الوفد المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين داخل الزنزانة المحبوس فيها على مدار ساعة كاملة.

وأكدت المصادر أن اللواء مصطفى باز مدير قطاع مصلحة السجون تلاعب بقيادات الوزارة وأكد لهم على عدم صحة الخبر تماما، رغم أنه كان على علم بالزيارة وموعدها، حيث إنه كان فى استقبال الوفد الإقليمى الدولى بمنطقة سجون طرة، وأشرف بنفسه على الزيارة منذ بدايتها وحتى انتهت، وهو ما وضع الوزارة فى موقف محرج بعد إتمام الزيارة وتوريط الداخلية فى نفى خبر صحيح، وعلقت المصادر على ذلك، قائلين إن مدير مصلحة السجون كان يرغب فى التكتم على الخبر وعدم إعلانه.

وكشفت المصادر عن مفاجئات مثيرة بأن أكدوا أن مدير قطاع مصلحة السجون من بين المتعاطفين مع "الإخوان"، ودللت المصادر على صحة كلامها بأنه فور وصول قيادات الاخوان المحبوسين بسجن طرة على خلفية اتهامهم فى عدة قضايا ومن بينهم خيرت الشاطر ومحمد الكتاتنى ورشاد بيومى ومهدى عاكف وحازم أبو إسماعيل وحلمى الجزار، قرر إيداعهم فى سجن ملحق المزرعة ثم تبين بعد ذلك أنهم مودعون مع بعضهما فى السجن وكان يسمح لهم بقضاء اليوم كاملا سويا والإفطار والصلاة والجلوس مع بعضهم البعض.

وفور إخطار أحد قيادات مصلحة السجون اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بتلك الواقعة وأن مدير مصلحة السجون يترك قيادات الإخوان مع بعضهم يقضون يومهم سويا ويجتمعون طيلة اليوم سويا، أصدر الوزير قرارا عاجلا بنقل جميع قيادات الإخوان إلى سجن شديد الحراسة ووضع كلا منهم فى زنزانة بمفرده بعيدا عن الآخر.

وعلى الرغم من محاولة "اليوم السابع" الاتصال باللواء مصطفى باز مدير مصلحة السجون للتعليق على الزيارة وكيفية إتمامها وعما إذا كان الوفد برفقته تصريح من النيابة العامة بالزيارة، فإنه رفض التعليق نهائيا على الزيارة قائلا "أعفينى مش عايز أتكلم فى الأمور الحساسة دى"، وتبين أنه رفض الحديث مع كافة وسائل الإعلام عن تفاصيل الزيارة، إلا أنه فى مساء ذات اليوم الاثنين خرج على إحدى القنوات الفضائية وتحدث عن تفاصيل الزيارة، مؤكدا أن الزيارة تمت فى وقت متأخر وأن المهندس الشاطر رحب بالمبادرة التى طرحها نائب وزير الخارجية الأمريكى، واتفق مع الوفد على التهدئة فى الفترة الحالية، موضحا أنه لم يكن هناك شروط وضعها أى من "خيرت الشاطر" أو "الوفد" الذى زاره واتفق الجميع على ضرورة التهدئة، وهو ما رأته المصادر بأنه يناقض نفسه من رفضه التعليق على الزيارة صباحا والإعلان عن تفاصيلها مساء وهو ما رأته المصادر بأنه أدار الأمور بطريقة خاطئة.