ماضى بو تشيلاى المجيد يلقى فى مزبلة التاريخ فى الصين

الثلاثاء، 06 أغسطس 2013 06:03 ص
ماضى بو تشيلاى المجيد يلقى فى مزبلة التاريخ فى الصين ساحة تيان أنمين_أرشيفية
داليان (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
متحف "داليان" كان يمجد الانتعاش الاقتصادى فى هذه المدينة الكبيرة التى قادها رئيس بلديتها السابق "بو تشيلاى"، لكن المكان أصبح خاليا من أى إشارة إلى نجم الحزب الشيوعى السابق الذى تقترب محاكمته بتهمة الفساد.

وسحبت خلال الأشهر الأخيرة أعمال "بو" من قاعة المعارض وأفسح المجال لمعرض يضم مزيجا من التحف الفنية الأمريكية ومجموعات غليون وطوابع بريدية من القرن العشرين وسروج خيول وجواهر قديمة تعود إلى ألف سنة، وضعت فى قاعة غمرتها الشمس.

وحتى سقوطه المدوى السنة الماضية كانت الدعاية تعرض "بو تشيلاى" فى تلك الواجهات على أنه المهندس الكبير للتنمية الاقتصادية السريعة جدا التى شهدتها داليان وهى أيضا ميناء اقتصادى كبير فى منشوريا (شمال شرق) اشتهر بورشات صنع السفن ومبانيها ذات الهندسة الغربية.

وأمر "بو" شخصيا عندما كان رئيس البلدية خلال التسعينيات، ببناء "المتحف العصرى" بكلفة 24 مليون دولار. ونظم المتحف الذى دشن فى 2002، معارض حول مشاريع رئيس البلدية مثل فريق كرة القدم ومهرجان الموضة الدولى وتشكيل وحدات من خيالة الشرطة، كما أفادت بعض المعلومات التى ظلت محفورة على أرض داخل المتحف.

وفى مايو 2011 كتب أحد زوار المتحف على موقع الإنترنت السياحى أن المتحف مكان جيد للاطلاع على مزيد من المعلومات حول المدينة ونموها. وكتب مدون آخر فى الموقع نفسه أن إحدى القطع المهمة التى كانت معروضة فى المتحف هو بساط فخم أهداه وفد رسمى أجنبى إلى بو تشيلاى.

لكن الزائر اليوم لن يجد أى ذكر لمساهمة بو تشيلاى فى تاريخ داليان، ومينائها الذى دشنت فيه الصين مؤخرا أول حاملات طائراتها. وقد أقيل بو تشيلاى، المسئول السابق فى الحزب الشيوعى فى مدينة شونغكينغ (جنوب غرب)، العضو السابق فى المكتب السياسى النافذ من مهامه العام الماضى، بعد تورط زوجته فى جريمة قتل، واعتقل فى ربيع 2012.

وهو ينتظر اليوم محاكمة يتعين عليه خلالها أيضا الرد "هلت" تهم باختلاس 25 مليون يوان (ثلاثة ملايين يورو) فى الفترة التى كان يقود فيها داليان، على ما أفادت مجلة كايجينغ المالية.

ومع الأقول المثير لهذا النجم الكبير والطموح، أخذت آلة الدعاية الصينية الكبيرة تزيل أسطورته الذهبية فشطب متحف داليان كل إشارة إلى بو تشيلاى.

ويدل ذلك على التقلبات المفاجئة التى تدفع بالحزب إلى الإطاحة ببطل كان ممجدا، وتلطخ كل أعماله بدون تمييز حتى ولو كلف ذلك إعادة كتابة التاريخ. وقالت ماريا ريبنيكوفا الباحثة فى جامعة أوكسفورد المتخصصة فى وسائل الإعلام الصينية الرسمية "هناك فكرة التخلص من كل شىء من الشخص وكل ما أنجزه فى الماضى".

وأضافت "حتى لو كان ذلك مزعجا لكثير من المراقبين فإن هذه الطريقة قد استعملت فى الماضى بشأن فترات تاريخية أخرى".

ويجهل الكثير من الصينيين القمع الدامى لتظاهرات الطلبة فى ساحة تيان أنمين فى بكين، التى ليس لها أى أثر فى الكتب المدرسية. وقد حول بو تشيلاى الذى حل فى 2007 فى تشونغكينغ المدينة الكبيرة التى تعد 33 مليون نسمة، إلى مركز اقتصادى كبير جدا وشن فيه حملة شديدة ضد عصابات المافيا المحلية (وقمع معارضيه بالمناسبة). كما أحيا مثل "الثقافة الحمراء" الماوية عبر الكثير من الأناشيد الوطنية.

لكن ما إن سقط حتى نددت به وسائل الإعلام الرسمية لأنه الحق "إضرارا خطيرة" بسمعة الصين، وقال خليفته فى رئاسة بلدية المدينة الكبيرة إن نموذج تشونغكينغ المزعوم الذى كان مقرونا باسم بو، لم يكن أبدا.

غير أن جهود الدعاية قد تجد صعوبة فى إزالة ذكرى السنوات الحافلة لبو تشيلاى من ذاكرة المقيمين فى المدينة وما يعتبرون إنهم مدانون له به. وقال أحد السكان لوكالة "فرانس برس" طالبا عدم ذكر اسمه "لولا بو تشيلاى لما كانت داليان المدينة التى هى اليوم". وأضاف أن الصين القديمة كانت تضم عددا قليلا جدا من الموظفين النزيهين. كل الناس لهم محاسن وعيوب، لكن يجب أن ننظر إلى حجمها". وشاطره الراى لى (50 سنة) وهو من سكان داليا.
وقال "حتى إذا ارتكب العديد من الأخطاء فلا يمكن نسيان ما أنجزه من أمور جيدة وشطب كل جوانبه الحسنة".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة