رياضة الروح..

لفيف التنورة.. براعة محترف وعشق الهاوى وملكوت آخر فى عالم التواشيح

الثلاثاء، 06 أغسطس 2013 02:34 م
لفيف التنورة.. براعة محترف وعشق الهاوى وملكوت آخر فى عالم التواشيح صورة أرشيفية
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حركات دائرية محسوبة بدقة تنقل قدميه من دورة إلى أخرى على الخشبة التى امتد أمامها الجمهور، يخفق قلبه بتتابع إيقاع تواشيح المدد وتنفرج ذراعيه لتسمح له بدوران متوازن، تسبح عينيه فوق المشهد المتقطع لمن حوله بين دورة وأخرى، بينما يدور عقله فى ملكوت آخر يتربع بداخله فى حلقة متواصلة من الذكر الممتزج بألوان تنورته التى يتحكم بحركتها بدقة عُرف بها "محمد صلاح" كـ"لفيف تنورة" له تاريخه بين أنواع الدوران المختلفة التى يتسع بها عالمه على عالم موازٍ لا يعرفه سوى من انفصل على إيقاع الذكر ودقات الطبول وأناشيد المدد.

لا يوحى مظهره كشاب ثلاثينى بما تحويه حياته من ذكريات مع "التنورة" التى ارتبطت به وبدأت معه منذ عمر الثانية عشر، هيئته التى تتغير كل ليلة مع بداية عروضه من أمسيات وحفلات ذات طابع يضفى عليه لمسة "صوفية" محببة، هى ما أعطته طابعه المميز كراقص تنورة أحياناً ولفيف صوفى أحياناً أخرى، يحفظ تفاصيل الفرق بين النوعين ويمكنه أدائهما دون الخلط بين أحدهما والآخر، لكل نوع ملكوته ولكل رقصة تفاصيلها التى يؤديها صلاح بدقة المحترف.

"التنورة، عالم تانى مش بس فن" بسلاسة يمكنه أن يحدثك عن العالم الموازى للانفصال عن صخب الواقع فى تنورة ملونة أو وشاح أبيض يدور معه فى حركات تعلم إتقانها طوال ثمانية عشر عاماً هى مدة احترافه لفن "التنورة" وتراث الذكر "كلفيف" له مواصفاته الخاصة، يتحدث بسعادة عن مهنته التى أضافت على حياته حالة أخرى من الاتصال بعالم الذكر والتواشيح الذى يتذكره "صلاح" منذ أن دخله مع زياراته المتتالية لحلقات الذكر وتنورة الموالد التى تعلقت بها عينيه حتى قرر احترافها، "أنا بلف تنورة من وأنا عندى 12 سنة، التنورة مش شغلانة أى حد ممكن يعملها دى عالم تانى من الإيمان بالفكرة والتوغل فيها، والتدريب على التوازن والصبر"، تفاصيل مهنته التى يرى أنها ليست مكاناً للجميع هى التى يحكيها صلاح شارداً بما يتذكر من تاريخه مع التنورة.

أما عن أنواع "الرقص" أو "الدوران كما يحب تسميته فيقول: التنورة حالة وتراث، الحالة تظهر فى اللف الصوفى أو ما يطلق عليه الرقص المولوى الذى يعتمد على الانفصال فى ملكوت أخر مع التواشيح والذكر والغياب عن الوعى لحالة من السمو التى يصل إليها "اللفيف" بحركاته الدائرية ولغة التواشيح التى تفقده التركيز سوى على الدوران مع الإيقاع".

يركز حديثه بشكل من التفصيل على شرح الفرق بين الدوران الصوفى وفن التنورة الذى يصفه قائلاً: أما رقص التنورة فهو قائم على الاستعراض، ويظهر فى شكل التنورة الملونة التى تضفى شعوراً من البهجة واختلاف لغة التواشيح المصاحبة لها والراقصين المتمايلين حول "اللفيف"، وهى ليست بالأمر السهل لأنها تحتاج لتدريب مستمر على التوازن وضبط الحركات على الإيقاع المصاحب لها، والتعرف على مفاتيح الثبات التى تساعد راقص التنورة على الحفاظ على توازنه حتى اللحظة الأخيرة، وهى نوع من الرياضة التى يمكن تسميتها برياضة الروح.

مزيج من المشاعر المختلطة التى يعيشها على المسرح هى ما تظهر فى حديثه دون حاجة إلى التعبير بالكلمات، يكفيك مشاهدته أثناء الدوران لتفهم مغزى كلامه عن رياضة الروح التى يمارسها ببراعة المحترف وعشق الهاوى وقلب المحب لذكر الله مع الدوران الذى يفصله عن عالم البشر إلى ملكوت آخر من التسامح النفسى الذى تعكسه ألوان تنورته على مسرح الروح.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة