يحيى الرخاوى

"الإسلام والديانات المزيفة الجديدة"

الثلاثاء، 06 أغسطس 2013 07:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإسلام الذى غمر وعيى لا يمكن أن يقتصر على كونه معتقدا فكريا أساسا أو تماما، ولا هو نشاط اجتماعى عاطفى بعض الوقت (أيام الجمع والأعياد وسهرات رمضان)، ولا هو علاقة سرية خاصة بينى وبين ربى، ولا هو إضافة أخلاقية مناسبة لتحسين المعاملات، ولا هو تسكين وتأجيل، ولا هو ترغيب وترهيب، ولا هو "سبوبة" انتخابية دورية، وإنما هو أساسا (1) موقف حياتى تكاملى (2) وطريق معرفة (3) ووعى كيانى بالذات والوجود. (4) وامتداد إبداعى إلى المطلق نحو وجه الله.

الإسلام، مثل كل الأديان التى لم تتشوه، هو السبيل إلى الإيمان الذى هو طريق إلى الله، يتم ذلك من خلال ممارسة شهادة "ألا إله إلا الله" وهو موقف وجودى جوهرى لا يمكن أن ينفصل عن أى شىء فى الحياة، ورفض الشرك هو الذى يحقق حرية الإنسان حين لا يشرك مع عبادة ربه: مالا أو جاها أو ولدا أو سلطة أو أرضا، رئيسا كان أو حرفوشا.

لقد اختزل أغلب الإخوان الإسلام إلى "الإخوان"، كما اختزل قبلهم الأعراب الإيمان إلى الإسلام، أما السَّكْلَرِيُّون، (العـَلمانيون) فقد أزاحو المسألة كلها بعيداً عن بؤرة الوعى العام، والفعل العام، والقدَر العام، حين راحوا يبعدون السلطة الدينية عن السلطة السياسية، وإذا بهم يبعدون الناس كلهم عن الدين كله مثل الذى ألقى السلة بالطفل الذى فيها.

الجارى حاليا أكبر بكثير مما يسمى ثورات الربيع العربى بتداعياتها كلها، الحادث هو أن هناك ثقافات جديدة تغزو العالم كله وهى ليست إلا أديان زائفة مصنوعة، الدين الأشمل والأخبث حاليا يسمى "العوْلمة"، وله أنبياء وحواريون ومقدسات وترانيم. والدين الأشهر والألمع يسمى "الديمقراطية" وهو يستعمِل أوراق وأبواق الإعلام و"مواثيق" الحقوق وقرارات المؤسسات العالمية لتليين مساراته إلى الأسواق الحرة جدا!، أما الدين الأخبث تخطيطا والأخطر أثرا فهو دين "المالية التكاثرتية الاستعمارية" على حساب كل القيم وكل المستضعفين فى الأرض.

الصراع الدائر حاليا فى منطقتنا والعالم يجرى بين تحالف هذه الأديان الثلاثة الجديدة وبين الأديان الحقيقية الأصيلة التى تتمحور حول رفض الشرك، خاصة ما زال منها يحاول أن يحافظ على وظيفته فى إبداع الحياة (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)، وتعمير الأرض (الاقتصاد)، وحمل الأمانة (إقامة العدل والإسهام فى تحرير كل الناس).





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة