"ياسر، هانى، أحمد، حسن".. شباب كانوا بعمر الزهور قبل أن تقطف أرواحهم من وسط ذويهم وأصدقائهم وجيرانهم فى منطقة بولاق أبو العلا، الذين لم يسعهم سوى أن يحتسبوهم شهداء عند الله، ويحفظوا ذكراهم من خلال مجموعة كبيرة من البوسترات، علقوها فى شوارع المنطقة لتظل دليل حى يسجل موت أصحابها برصاص الإخوان؛ فكل لافتة كتب عليها اسم صاحبها وقبله تعريفه بـ"شهيد غدر الإخوان" وتاريخ الوفاة الموحد يوم 16 أغسطس.
ويروى قصتهم "كريم رجب" ابن خالة الشهيد ياسر عميرة "الأربعة اتقتلوا على إيد الإخوان، ضربوا عليهم رصاص من فوق كوبرى 15 مايو يوم الجمعة"، وينتقل للحديث عن قريبه الذى لم يتجاوز الـ23 عاما "لما سمع ضرب الرصاص حاول يدخل استندات الهدوم للمحل اللى بيتشغل فيه، فضربوا عليه طلقتين من الكوبرى واحدة دخلت فى رقبته".
كما قام أهالى بولاق أبو العلا بعمل لافتة كبيرة علقوها أسفل الكوبرى الذى اعتلاه قتلة شهدائهم كتبوا عليها "إلى كل إخوانى أنت إرهابى"، ولم يكتفوا بعمل عزاء جماعى لشبابهم المغدور بهم فى المنطقة، ولكنهم ذهبوا إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون وأقاموا أمامه على رصيف الكورنيش سرادق عزاء كبير حتى تعرف مصر كلها شهدائهم وتترحم عليهم.
أهالى بولاق أبو العلا، شبابا ورجالا، كونوا رابطة ليحموا منطقتهم وليمنعوا سقوط مزيد من الشهداء يوم 30 أغسطس، الذى دعا أنصار المعزول لمظاهرات تندلع عقب صلاة الجمعة "محمد حسن"، أحد أهالى منطقة بولاق، أحد الذين أخذوا على عاتقهم حماية أهل منطقتهم مما يسميه إرهاب الإخوان، ينذر من يقترب منهم ناويا الشر "أى حد هيحاول يئذينا مش هيعدى سليم ومش هنسيب حد تانى ممنا يروح"، ولكنه فى الوقت ذاته يرسل رسالة للفريق عبد الفتاح السيسى باسم رجال بولاق بأسرهم "أهالى بولاق مقدمة نفسها للشهادة ضد الإرهاب"، وفوضوه ليقتص لشهدائهم ممن حرضوا على قتلهم.
بينما اكتفت والدة الشهيد "هانى معوض" بأن تفوض أمرها لله فى ولدها الذى رحل وترك ثلاثة أطفال يتعلقون فى رقبتها ورقبة أمهم أكبرهم فى السادسة من عمره، كل ما يعرفه أن والده ذهب إلى الجنة ولن يعود مرة أخرى ليشترى له الحلوى التى يحبها، ويلعب معه الكرة ويأخذه من الحضانة ورائه على "الموتسيكل" حتى يصلوا إلى البيت الذى فقد عماده.
والبوسترات تملأ شوارع المنطقة..
"بولاق أبو العلا" تسجل غدر الإخوان بأبنائها من فوق كوبرى 15 مايو
الأربعاء، 28 أغسطس 2013 05:14 م