تكاد لا ترى ملامح وجهها بسبب هالة السواد الذى تتشح به، تجلس على حافة الرصيف أمام مدخل محطة مترو البحوث وسط غابة من السيقان، لا تتردد أن تدق على صندوقها الخشبى قبيل مرورك أمامها لتلفت انتباهك قائلة بابتسامة "ورنيش يا باشا.. امسح جزمتك يا بيه".
"أم مبروك" السيدة الخمسينية يبدوا أنها الست الكبيرة أو المسيطرة على المنطقة، بجوارها تجلس عدة فتيات وسيدات يبعن بضائع قليلة ومعلبات وعصائر، يحيط بها عدد من الباعة الجائلين وأطفال الشوارع.
تقول"أم مبروك" - بينما كانت تمسح جزمة أحد الزبائن - إنها تعمل فى هذه المهنة منذ أن كان عمرها عشرين عاما، إذ تُوفى والدها وحُرمت من دخول المدرسة، وطلب منها زوجها أن تذهب معه للعمل، فاستجابت له، وأتقنت المهنة فى وقت قصير، وذاعت شهرتها بالمنطقة.
أضافت: "وماله الشغل مش عيب" وتكمل حديثها: "بعض الزبائن يضايقوننى ويضطروننى إلى شتمهم، وآخرون يُجبروننى على احترامهم، وقد لقبنى أهل المنطقة بالمعلمة أم مبروك".
الزبائن يستغربون عندما يرونى، ويشككون فى قدرتى على مزاولة هذه المهنة، هكذا أكدت "أم مبروك"، مشيرة إلى أن كل ذلك يزول ببراعتى فى العمل، لافتة أنها رفضت ترك مهنة مسح جزم الرجال التى تعشقها، بناء على رغبة عائلتها فهى تجنى منها أرباحاً معقولة تكون كافية لتنفق على أبنائها الأربعة.
وقالت: "زوجة شقيقى وأختها تعملان معى، ويصل المكسب اليومى إلى 200 جنيه، ويساعدنى زوجى فى العمل أثناء المواسم والأعياد"، ولكن طبيعة عمل "أم مبروك" جعلت الشباب يبتعدون عن ابنتها عند التفكير فى الزواج.
وأضافت "أم مبروك" أنها الوحيدة التى تعمل فى هذه المهنة بالمنطقة، لأنها مهنة رجال، لا تجذب السيدات، ويعتبرها الكثيرون من المهن المهمشة، رغم أهميتها بالنسبة لمحدودى الدخل الذين لا يستطيعون شراء حذاء جديد كل شهرين مثلاً، مشيرة أن الحذاء يخرج من تحت يديها وكأنه جديدا بما لا يزيد عن ثلاثة جنيهات.
وعن طبيعة العمل تقول: يبدأ عملى فى السادسة صباحاً، ويستمر حتى الحادية عشرة مساء، وفى وقت الظهيرة أذهب إلى منزلى لإعداد الطعام لأبنائى، وهم فى مختلف مراحل التعليم.
المعلمة أم مبروك تمسح جزمتك بـ3 جنيهات.. والشغل مش عيب
الثلاثاء، 27 أغسطس 2013 05:15 م
أم مبروك ماسحة الأحذية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن الريف/الجزائر
كلمة من بن بلة محت تلك المهنة من الوجود في الجزائر
عدد الردود 0
بواسطة:
ابومعاذ
اين المسئول عن الاسرة