"المومياء".. فيلم يعرض لوحة فنية متحركة للـ"حُلى" فى عيون السينما

الإثنين، 26 أغسطس 2013 07:44 م
"المومياء".. فيلم يعرض لوحة فنية متحركة للـ"حُلى" فى عيون السينما فيلم "المومياء"
كتبت هبة أبو زيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرض رؤى مجدى، مصممة الإكسسوار والأزياء، من خلال عيون كاميرا السينما، دور الحٌلى والأزياء فى الأفلام المصرية ثم العالمية, ومدى الدور الذى تلعبه فى تحديد هوية الشخصيات ومصداقيتها.

وفى البداية نجد فليم "المومياء" للرائع الراحل فنان المناظر " شادى عبد السلام"، وتقول مجدى، أن تفرد شادى عبد السلام كان نابعاً من كونه فنانا مرهف العين والإحساس، ونجد فى فيلمه محاولة لخلق الصلة بين مصر القديمة ومصر المعاصرة، من خلال الإكسسوارات الساحرة والملائمة لطبيعة الفيلم، فالفيلم يعتمد على قاعدة مهمة جدا, وهي"السينما صورة" فالصورة التى قدمها شادى عبد السلام فى الفيلم حتما ستنبهر بها حتى إذا لم يستهويك الفيلم، كل كادر فى هذا الفيلم هو بمثابة لوحة فنية رائعة تستشعر أنها رسمت بيد فنان تشكيلى وما دعم ذلك إكسسورات الفيلم وديكوراته التى يمكن اعتبارها الأفضل فى تاريخنا السينمائى.

ترى " رؤى " أن مصمم الملابس فى فيلم كالمومياء هو بطل العمل دون تفكير، وهذا لأن الرجل له بصمة واضحة تماماً فى هذا المجال، هذا على الرغم من أن تصميم للملابس فى فيلم كهذا يندرج فى معظمه تحت بند " أفلام تاريخية "، أى أن الملابس فيها تقيدت بعصر زمنى معين مما كان من شأنه أن يكون عذراً لتتشابه ملابس الفيلم مع ملابس باقى الأفلام التاريخية التى تناولت نفس الفترة، وهو ما لم يحدث، فشادي( مصمم الأزياء) استطاع بيسر أن يحفر طريقاً مميزاً له فى هذا المجال بالتحديد رغم التشابه الذى أشرنا إليه وذلك عبر خطوطه وألوانه الرائعة.

توضح أن تصميمه للملابس فى فيلم (المومياء) تصميماً رائعاً بكل معنى الكلمة سواء بالنسبة لملابس الأفندية، ورجال الشركة، وأفراد قبيلة الحربات (الزى الصعيدي)، فاستطاع شادى أن ينقلنا إلى الفترة الزمنية التى تدور فيها أحداث الفيلم بمنتهى الدقة والحرفية من خلال عنايته بأدق التفاصيل فيما يتعلق بالملابس.

وأشارت إلى المناظر، فقد تأثرت أيضاً بدقة المخرج وحسه التشكيلى العالى، فكان تصميم المناظر بدءاً من المشهد الافتتاحى وحتى النهاية جميلاً، باستثناء مشهد أو اثنين لم يكن (التنفيذ) فيهما متقناً ربما لضعف فى التمويل، فمثلاً مشهد الحديث الذى دار بين العم والأبناء فى المقابر فى بداية الفيلم لم يكن تنفيذ تصميم المقابر فيه على المستوى المطلوب رغم أن التصميم كان ملائماً لبيئة الأحداث بشكل ملحوظ.

تؤكد أن الفيلم حمل تفاصيل دقيقة فى مكياج واكسسوار (الحٌلى) التى كان يرتديها أبطال العمل والتى كانت تتزين بها مثلا (نادية لطفى) لها نوع من الحرز أو التميمة التى يعتبرونها فى الجنوب تحفظهم من كل شر، حتى الحلى الفرعونية التى من المفروض أنهم يسرقونها من المومياوات صنعت بدقة حتى أن كنت من المشاهدين أو من العاملين فى صناعة السينما قد لا تميز بينها وبين المزيفة أو المصنعة خصيصا، كما أن تفاصيل الملابس من الحبرة السوداء والملس لها نقلا دقيقا من واقع حياة المصريين.

ختمت " رؤى مجدى "كلامها فإذا رجعنا إلى هذه المناطق من الجنوب سنجدها كما هى على شاشة سينما فيلم المومياء التى جسدها فنان المناظر بدقة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة