أجمع السياسيون والبرلمانيون اللبنانيون فى ردود فعلهم على تفجيرى مدينة طرابلس الأخيرين بضرورة الإسراع فى تشكيل حكومة وحدة وطنية والعمل على تلافى الفتنة وإحباط أهداف الجهات التى نفذت التفجيرات.
وحذر وزير الشباب والرياضة فيصل كرامى أن الإرهاب والتفجيرات والفتنة يراد لها أن تضرب السنة بالشيعة والمسلمين بالمسيحيين ليس فى لبنان فحسب، بل فى كل المنطقة العربية والإسلامية.
ووصف وزير الخارجية عدنان منصور ما يجرى فى لبنان بأنه ارتدادات من الأزمات السورية والعراقية، مشددا على أن السبب ليس بمشاركة حزب الله فى القتال فى سوريا، لأنه فى مشاركته أو عدم مشاركته كان لبنان سيشهد مثل هذه الأعمال التخريبية.
ورأى رئيس كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن من يقوم بالتفجيرات وقتل المدنيين ليسوا مجاهدين ولا ينتمون إلى الإسلام بصلة وهم إرهابيون وفتنويون، وأدوات لمشروع الديبلوماسية المعاصرة فى نشر الفوضى الخلاقة الرديف المطابق للفتنة لكى تقوم الشعوب العربية بقتال بعضها.
وأكد أن حزبه يمد يده لتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة وللمشاركة فى حوار وطنى من أجل النهوض بالمسئوليات الوطنية حفظا للبلاد وصونا لإنجازات الشهداء.
وشدد عضو كتلة تيار المستقبل النائب زياد القادرى على أهمية أن يكون هناك وجود فاعل لمؤسسات الدولة فى هذه الظروف الصعبة، إضافة إلى غطاء سياسى ووطنى يجنب لبنان لهيب المنطقة وخصوصا اللهيب السورى.
وأكد ضرورة أن تتوحد الجهود لتشكيل حكومة تؤمن فى هذه المرحلة الحساسة عبورا آمنا للبنان ريثما تهدأ الأمور فى المنطقة وتظهر نهاية للازمة السورية وتفاعلاتها.
وأبدى عضو كتلة التيار الوطنى الحر النائب نعمة الله أبى نصر أسفه "لأننا نشاهد اليوم، وبكل خيبة أمل بدء سقوط الدولة نحو اللادولة.. نحو المجهول المخيف"، مناشدا فرقاء النزاع فى الداخل اللبنانى العودة إلى المنطق والتحرر من الإيحاءات والتدخلات الخارجية من أى جهة أتت واعتماد سياسة الحياد والنأى بالنفس وتشكيل حكومة قادرة تضم كافة فرقاء النزاع وحل النزاعات بالحوار.
واعتبر عضو هيئة الرئاسة فى حركة "أمل" خليل حمدان أن الهدف من الانفجارات الدموية ضرب الأمن والاستقرار وإدخال الرعب فى نفوس الناس لكى يتراجعوا عن دعمهم لمسيرة وحدة الشعب ولمسيرة الجيش اللبنانى، محذرا من أن بلاده مازالت فى عين العاصفة وسط منطقة تغلى على صفيح ساخن والنار إذا ما التهمت لبنان لن يكون احد بمنأى عنها، وداعيا إلى الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع القوى السياسية دون أن تلغى أحد والتمسك بمعادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، لأنها تعنى التصدى للعدو الإسرائيلى.
وطالب عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر بتشكيل حكومة دون أن يشارك فيها بالضرورة من يريد إنقاذ البلاد.
ورأى النائب عن تنظيم الجماعة الإسلامية عماد الحوت أن حجم الانفجارات فى طرابلس والضاحية تؤكد حجم المؤامرة التى يتعرض لها المواطن اللبنانى فى أمنه واستقراره، مما يستدعى توافق جميع القوى السياسية على إعطاء الأولوية لاستقرار البلاد وأمن المواطن على أى أولوية أخرى وإعطاء القوى الأمنية كل الإمكانات المساعدة على ذلك، وإطلاق طاولة الحوار بعيدا عن الشروط وتشكيل حكومة جامعة تتجمع حولها جميع القوى السياسية بعيدا عن المحاصصة والأنانية.
وأكدت قيادتا تيار المستقبل والجماعة الإسلامية فى مدينة صيدا أن محاولات إشعال الفتنة بين مكونات الشعب اللبنانى من خلال الجرائم الإرهابية لن تنجح فى تحقيق أهدافها، بل ستزيد هذا الشعب تماسكا فى مواجهة النيران الممتدة إلى لبنان جراء الحرب الدائرة فى سوريا.
وطالب الاتحاد المارونى العالمى المسئولين اللبنانيين بعدم السماح فى استمرار تحدى الدولة وتحدى حياد لبنان عبر الخروج عن مقررات إعلان بعبدا، داعيا إلى الاستعانة بقوات الطوارئ الدولية المنتشرة فى جنوب لبنان، من خلال الطلب بتوسيع مهامها ضمن نطاق القرار 1701 وبأن تساعد هذه القوات وحدات الجيش اللبنانى والقوى الأمنية فى بسط السيطرة على كامل الحدود اللبنانية مع سوريا ومنع إدخال المقاتلين إلى سوريا بالقوة، لأن هذا الأمر يشكل المدخل الحقيقى للحيلولة دون انتقال الحرب فى سوريا إلى لبنان.
وأوضح المرجع الشيعى اللبنانى الشيخ عفيف النابلسى خلال استقباله وفدا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر برئاسة مستشارة العمليات فى سوريا انابيل بوتشير، أن حاجة العرب إلى السلام هى حاجة فطرية واجتماعية ودينية، مشيرا إلى أن ما يجرى اليوم من تشويه لحقيقة الإسلام بأنه دين القتل والدم، وأنه دين لا يقبل الآخر ويرفضه إنما هو إطار الدعاية المغرضة والكذب المتعمد.
من جانبها، طلبت بوتشير من النابلسى المساعدة فى نقل الجرحى من سوريا إلى لبنان لمعالجتهم فى المستشفيات اللبنانية.
السياسيون اللبنانيون يطالبون الإسراع بتشكيل الحكومة وتلافى الفتنة
الإثنين، 26 أغسطس 2013 04:34 م