بعد ثورة 25 يناير2011، أطلق اسم الفلول على أعضاء الحزب الوطنى المنحل، وأصبح هذا الاسم يطارد كل من ينتمى إلى الحزب الوطنى.. وحتى لو كانت عضويته هى لمجرد استخراج الكارنيه من أجل قضاء مصالحه الشخصية أو مجاملة لشخص ما، وحتى لو كان هذا العضو لا يفقه شيئا فى السياسة. . ويتعرض هذا العضو لكثير من المضايقات ونجد المجتمع ينفجر كرها وبغضا لكل من ينتمى للحزب الوطنى.
وأصبحت الأصوات تتعالى بوجوب عزل أعضاء الحزب الوطنى بمقولة إنهم أفسدوا الحياة السياسية هذه التهمة التى لا لون لها ولا طعم، والتى تخفى وراءها أطماعا سياسية لآخرين يهدفون من ورائها لاعتلاء كرسى السلطة، وصدرت القوانين التى تؤيد هذه الأصوات.. ووقف القضاء لهذه القوانين بالمرصاد وحكم بعدم دستوريتها، فتم وضعها فى الدستور من أجل تحصينها.. وأصبح الكثيرون من أعضاء الحزب الوطنى، يخفون انتماءهم لهذا الحزب خوفا من المطاردة الأمنية أو خوفا من المطاردة الشعبية وكأنهم مجرمون يخشون من افتضاح أمر جريمتهم! وكل ذنبهم أنهم انتموا إلى الحزب الوطنى.
وبعد30 يونيه 2013 وسقوط الحزب الحاكم (حزب الحرية والعدالة)، وعزل الرئيس محمد مرسى، بسبب فشله فى إدارة دفة الحكم وبعد خروج الملايين من الشعب المصرى مطالبة بعزله.
أصبح أعضاء حزب الحرية والعدالة، أيضا فلولا وأصبح كل من له عضوية بهذا الحزب من الفلول أيضا.. رغم أن كثيرا من الأعضاء بالأحزاب السياسية ينتمون لهذه الأحزاب إما لقضاء مصالحه أو مجاملة لشخص ما أو بدون سبب ولم يقرأ هؤلاء كلمة واحدة من برنامج الحزب الذى ينتمون إليه ولا يعلمون إن كان هذا الحزب يمينيا أم يساريا دينيا أم مدنيا بل يجهلون معنى كلمة يسارى أو يمينى.. وبسبب سقوط الرئيس وسقوط حزب الحرية والعدالة، أصبح الكثير من أعضائه يخفون انتماءهم إلى الحزب خوفا من المطاردة الأمنية أو الشعبية أو خوفا من أن يزج بأسمائهم فى أى تهمة وهم لا يعلمون شيئا عنها.. فبمجرد سقوط الحزب يصبح أعضاؤه مطاردين أمنيا وشعبيا. . لذلك يخفون انتماءهم إلى هذا الحزب أو ذاك.. وبمجرد سقوط الحزب يصبح أعضاؤه مطاردين كأنهم أجرموا لانتمائهم إلى حزب كان هو الحزب الحاكم.. وتتعالى الأصوات بأن أعضاء هذا الحزب أفسدوا الحياة السياسية وهذه التهمة التى لا مثيل لها فى العالم المتحضر هدفها الوحيد هى الإقصاء من أجل إفساح المجال لآخرين لكى يعتلوا السلطة ويستحوذوا على المناصب السياسية فى الدولة... والسؤال لماذا كل هذه الإجراءات ضد الأحزاب التى تسقط؟ ولماذا لا نكون كالعالم المتحضر، ونمتنع عن سياسة الإقصاء ونترك تلك الأحزاب تنهض من جديد، وتحاول الإصلاح من نفسها، وتغيير سياستها وتمارس حياتها السياسية فى حرية وديمقراطية.. ومن أخطأ جنائيا هو الذى يعاقب.. أما الأخطاء السياسية فلا عقاب عليها إلا من خلال الصندوق.. سواء كان الحزب الوطنى المنحل وأعضائه أو حزب الحرية والعدالة أو أى حزب سياسى آخر يسقط سياسيا مستقبلا.. لابد أن نترك لهم الفرصة لكى ينهضوا مرة أخرى، ولا نضع العراقيل أمامهم.. تلك هى الديمقراطية التى ننشدها وينشدها كل عادل منصف.. فلا يجب أن تكون ثقافتنا هى الانتقام من الخصوم السياسيين.
فجميعنا مصريون... وجميعنا له حق فى مصر وجميعنا له الحق فى ممارسة السياسة ولا يوجد فصيل بعينه يمتلك مصر فمصر للمصريين جميعا دون إقصاء.. فلا يجب أن تكون سياستنا هى ذبح الأحزاب التى تسقط من أجل أهداف ظاهرها وطنى وباطنها أهداف شخصية لفصيل بعينه أو مجموعة بعينها.. فكل حزب، الأغلبية به شرفاء ومن أخطأ جنائيا يعاقب أما من يخطئ سياسيا فلا عقاب له إلا عن طريق الديمقراطية والصندوق وحرية اختيار الشعب.. فلا وصاية لأحد على الشعب المصرى ولا أحد يملك توجيه المواطنين إلى هذا أو ذاك.. فلنترك الشعب لكى يختار... ولا أظن أن هذه الثقافة ستكون فى القريب العاجل. . وأمامنا الكثير لكى نصل إلى تلك الثقافة... لذلك: أنصح كل من ليس له انتماءات سياسية أو لا يهتم بالسياسة أن يمتنع عن الانتماء لأى حزب سياسى مهما كانت قوة هذا الحزب.. ولا يشترك فى عضوية أى حزب. . ويحفظ لنفسه كرامتها وينأى بنفسه من أى مهاترات أو إهانات.
وهناك من هم من كبار السياسيين من ينتهج هذه السياسة ولا يورط نفسه فى الانتماء لأى حزب سياسى.. لذلك فهؤلاء ظلوا وسيظلوا رجال كل عصر وكل زمان ودائما هم رابحون.. فكن مثلهم.. ولا تكن حزبيا.
