أجرى حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى المصرى، خلال الأيام الماضية، سلسلة لقاءات لم تتوقف، مع عدد من سفراء الدول الأجنبية العاملين فى القاهرة، ومراسلى الصحف الأجنبية، فى إطار توضح الصورة الحقيقية لما يدور فى مصر من أحداث، والتأكيد على أن ما حدث فى 30 يونيو ثورة شعبية بامتياز، وخطورة وأهمية الحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب.
التيار الشعبى المصرى، أعد تقريراً شاملاً لتحركات ومواقف "صباحى"، خلال الفترة الماضية والتى شملت لقاءات منفصلة التى التقى خلالها عدداً كبيراً من السفراء الأجانب، من بينهم سفراء فرنسا وكندا والسويد وأستراليا والاتحاد الأوروبى والبرازيل وهولندا والهند وإيطاليا وسلوفاكيا وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى لقاءات صحفية مع عدد كبير من مراسلى وسائل إعلام أجنبية من بينها مقابلات مع صحف "واشنطن بوست" الأمريكية، و "زود دويتشة تسايتونج" الألمانية، و"24 ساعة" الإيطالية، ومانفيستو الإيطالية، و"لو فيجارو" الفرنسية، ووكالة الأنباء الإسبانية، وقناة يويو نيوز، وروسيا اليوم، وراديو "راى" الإيطالى.
أوضح التقرير، أن عدداً كبيراً من السفراء الذين التقى بهم مؤسس التيار الشعبى، أبدوا تفهما واضحا لما طرحه عليهم من حقائق بشأن الأوضاع التى تمر بها مصر، بعد الموجة الثانية من الثورة فى 30 يونيو، وطبيعة الحرب التى تخوضها أجهزة الدولة الوطنية، ممثلة فى الجيش والشرطة ضد إرهاب جماعات اختارت معاداة المصريين واحتقار إرادتهم، مؤكداً أن كل القوى الوطنية فى مصر تصطف إلى جانب الجيش والشرطة وكل أجهزة ومؤسسات الدولة لمواجهة الإرهاب.
وطالب صباحى، سفراء الدول الأجنبية خلال لقاءاته بهم، بنقل "صورة أمينة" لحكومات بلادهم عن حقيقة الأوضاع فى مصر والتحديات التاريخية التى تهدد الدولة الوطنية والشعب المصرى، وكذلك ضرورة تقديم إدانة كاملة وواضحة للإرهاب الذى تشهده مصر، وترويع المصريين من جانب طرف مسلح، اختار عداء المصريين بعد أن طردوه من الحكم، وضرورة احترام الإرادة الشعبية التى عبر عنها المصريون فى 30 يونيو، و3 يوليو و26 يوليو، وتوافقهم على "خارطة المستقبل".
من جانبه وعد "مواريزو مسارى" سفير إيطاليا بالقاهرة، "صباحى" بأنه سيبذل كل جهده لإيضاح الصورة عن حقيقة الأوضاع فى مصر لدى حكومة بلاده، معربا عن استيعابه الكامل للظروف العصيبة التى تمر بها مصر، والتحديات التى تواجه مستقبلها الديمقراطى.
كما أكد سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة "جيمس موران"، أن الدول الأوربية تهتم بالأساس عبور مصر لأزمتها الراهنة سريعا، والانتقال إلى الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، مشددا على تفهمه وإدانته للإرهاب بكافة صوره لاسيما ما يحدث فى سيناء.
وخلال لقائه بسفير الاتحاد الأوروبى، قبيل إحدى جلسات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى، اعتبر "صباحى" أن أى تلويح بقطع المساعدات عن مصر، من شأنه أن يضر بالعلاقات بين مصر والدول الأوروبية، مشيرا إلى أن الشعب المصرى لا يبالى بتلك التهديدات وأن موقف الدول العربية الداعمة لمصر وثورتها يمكن تعويض أى نقص فى المساعدات، كما أعرب "صباحى"، عن قلقه من أن تكون الدول الأوربية تساوى بين العنف والإرهاب وموجة الثورة فى 30 من يونيو، وذلك بعدم إدانة العنف بشكل واضح أو تقديم العون له.
وخلال لقائه بسفير الهند فى القاهرة، أشار "صباحى"، إلى العلاقات التاريخية التى تربط مصر والهند منذ عهد الزعيمين جمال عبد الناصر ونهرو، مؤكدا أن البلدين يمكن أن يؤسسا لعلاقات أكثر متانة بعد أن تعبر مصر أزمتها قريبا والتأسيس لدولة مدنية ديمقراطية حديثة مثلما استطاعت الهند مواجهة انتشار الجماعات المتطرفة فى إقليمى البنجاب وكشمير.
وأعرب "صباحى"، عن تقديره للتجربة الهندية الناجحة فى إدارة التعددية وإدماج كافة العرقيات والطوائف فى إطار الدولة الوطنية الموحدة، مؤكداً أن مصر فى حاجة لاستلهام مثل هذه التجارب الناجحة فى إدارة أزمتها.
فيما قال السفير الهندى، إن بلاده تتألم للأوضاع القاسية التى تمر بها مصر حاليا، متمنياً أن تتجاوز هذه الأزمة سريعا، مشددا على أن "نيودلهى" تنظر للأحداث فى مصر على أنها شأنا داخليا خالصا لا يجب لأى دولة أن تتدخل فيه.
أكد "صباحى"، خلال لقاءاته مع السفراء الأجانب على رفض الضغوط الدولية التى تمارسها الإدارة الأمريكية وأطراف أوربية وغربية على مصر، مؤكدا أن الشعب المصرى وقواه السياسية والثورية والشبابية يتطلعون إلى عهد جديد من الاستقلال الوطنى، وأن يكون القرار المصرى من القاهرة فقط وليس أى مكان آخر.
شدد "صباحى"، على استياء المصريين من مواقف بعض الدول الأوروبية تجاه الأحداث فى مصر، مشيرا إلى أن هذه الدول بنت مواقفها على معلومات خاطئة أو ربما منقوصة، وتتجاهل حقائق مهمة تتعلق بأن ما جرى فى 30 يونيو، هو ثورة شعبية بامتياز وليس انقلابا عسكريا، وأن دور الجيش المصرى اقتصر على حماية مطالب الشعب الذى وضع خارطة الطريق ولم يكن مبادرا إلى تبنى أى فعل، واستجاب فقط لمطالب المتظاهرين من أجل تجنب مصر وأهلها العديد من المخاطر.
أشار "صباحى"، أيضا إلى أن الشعب المصرى الذى فرض إرادته فى 30 يونيو، يريد الآن الانتقال إلى دولة ديمقراطية تتسع لجميع الأطراف دون إقصاء لأحد ما لم يتورط فى ارتكاب جرائم ضد الشعب المصرى، مضيفاً أن مصر بحاجة إلى إنهاء موجة العنف، قبل الحديث أو البحث عن حلول سياسية للأزمة الراهنة، والتى تتمثل فى دعم "خارطة الطريق" والالتزام بها، والمضى بسرعة فى الخطوات المطلوبة للعودة للمسار الديمقراطى، مؤكدا على أنه لا تفاوض على تلك النتائج التى فرضها الشعب المصرى فى "30 يونيو".
وفى سياق متصل، أرسل حمدين صباحى خطابا إلى الرئيس الفنزويلى "نيكولاس مادورو"، عقب قراره باستدعاء سفيره لدى القاهرة للتشاور، وذلك بغرض توضيح الصورة عن الأحداث فى مصر ومجرياتها.
كما نشر "صباحى" على حسابه الخاص على موقع "تويتر" تدوينه تعليقا له على بيان الرئيس الأمريكى بشأن مصر، قال فيها "على أوباما أن يدرك أن مصر الثورة لن تجدى معها لغة التهديد والوعيد وعلى العالم أن يعى أن بلدنا ماض فى طريق الاستقلال عن التبعية".
بالفيديو.. صباحى يلتقى 12 سفيراً أجنبياً للتأكيد على حرب مصر ضد الإرهاب.. طالبهم بنقل الصورة الحقيقية لـ30 يونيو.. ويؤكد: أوربا ستخسر المصريين إذا استمرت لغة التهديد.. والسفراء يبدون تفهم للأوضاع بمصر
الأحد، 25 أغسطس 2013 07:09 م