أم شهيد لم تترك الشارع إلا بعد أن يتركه الإخوان الإرهابيون

الأحد، 25 أغسطس 2013 04:12 م
أم شهيد لم تترك الشارع إلا بعد أن يتركه الإخوان الإرهابيون نجاة عبد الفتاح أم الشهيد
كتبت جهاد الدينارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر ساعات وتمضى أيام، يتبدل الحال وتتغير الأحداث وهى ثابتة صامدة لم ولن تتغير، تجلس وتسير فى صمت رهيب، ولكن ليس كل صمت يعنى الرضا، فصمتها من نوع آخر، صمت انتظار وترقب حقها الضال يعود يوما ما.

نجاة عبد الفتاح، أم الشهيد محمد محمود، أحد ضحايا الإخوان المسلمين، والذى فارق الحياة خلال اشتباكات حادة بين أهالى منطقة وسط البلد والجماعات الإخوانية، فور إعلان الفريق عبد الفتاح السيسى عن تدخل الجيش وعزل مرسى.

لم تكن نجاة أول ولا حتى آخر أم شهيد فى مصر، فكل يوم يتساقط ضحايا أبرياء لا حصر لهم على يد هذه الجماعات التخريبية، ولكن قررت نجاة أن تحزن على فقدان ابنها الوحيد بشكل مختلفة، من خلال اقترابها من القاتل فى انتظار لحظة انهياره.

تقول الحاجة نجاة لــ"اليوم السابع": "منذ أن علمت بخبر مقتل ابنى على يد هؤلاء المتطرفين الإرهابيين، وهو يدافع عن القهوة التى كان يعمل بها، فى هجومهم على منطقة عابدين، لم تسقط دمعة واحدة من عينى، فشعرت بقلبى يتحجر داخل أضلعى، وكأنه فارق الحياة مع من كان يسكنه، ولذلك نظرت إلى الأمور نظرة مختلفة، وقررت عدم الهروب من هذا الواقع القاسى، بل مواجهته ومواجهة من كان السبب به".

ومن هنا جاء قرار نجاة فى الذهاب إلى اعتصام رابعة العدوية، لتكون أقرب ما يكون من أعدائها، تتبع خطواتهم، وترصد تحركاتهم، وتنتظر يوم ترى سقوطهم أمام عينها.

ونظرا لعدم قدرتها على اختراق الاعتصام، بسبب تأمينهم الشديد له، وعدم السماح لأى عناصر غريبة عنهم بالانضمام لهم، فأخذت تتنقل بين اعتصام رابعة والنهضة يوميا، ومن مسافة بعيدة تشاهد أحوالهم وتنظر إلى وجههم الجاحدة على حد تعبيرها "واثقة بالله، مؤمنة بأن نهايتهم قد اقتربت".

وتستكمل نجاة حديثها قائلة "استمريت على هذه العادة دون انقطاع يوم واحد، على الرغم من أننى صاحبة مرض وصحتى لا تتحمل هذا المجهود الفوق طاقتى، ولكن دافعى كان أكبر من أى مجهود".

"وفعلا جاء يوم فض الاعتصام ومطاردة هذه العناصر فى كل مكان، ورؤيتى لهم كالفئران المذعورة تختبئ فى كل مكان، بمثابة رجوع جزء من حق ابنى، وانتظر من الجيش المزيد، فلم أرحل من الشارع إلا بعد الانتهاء من القبض على كل القيادات الإخوانية، ولم أكتفِ بذلك، فلن تهدأ نار قلبى إلا بعد إعدامهم، وإعدام كل من تسبب فى إراقة دم الأبرياء وحرق قلوب الأمهات، وتيتيم الأطفال.











مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة