التلفزيون الـ26 بوصة بـ200 جنيه وشريط الفيديو بجنيه ونص..

بالصور.. موديلات "التسعينات" بأرخص الأسعار على فرشة "أم عمر"

الجمعة، 23 أغسطس 2013 10:10 ص
بالصور.. موديلات "التسعينات" بأرخص الأسعار على فرشة "أم عمر" موديلات التسعينيات على فرشة "أم عمر"
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هنا تستقر نهاية رحلة النجومية وتصدر فتارين المحلات ولوائح الإعلانات لأبطال عالم التكنولوجيا.. فوق فرشة بالية صغيره تديرها أم عمر منذ 28 عاما بمنطقة المنيرة تتناثر ذكريات أهل الصفوة مع التلفزيونات الضخمة وشرائط الفيديو وحتى التليفون "أبو زراير"، الذين خرجوا من فتارين أفخم المحلات، لينتقلوا على يديها لرحلة العالم الآخر فى دنيا الغلابة الذى لا يحتاج دعاية وبتارين منمقة وبائعين يتحدثون لغات مختلفة لبيع منتجاته، وتكفيه فرشة السيدة العتيقة وأسعارها المضبوطة على مقاس جيوبهم الصغير ليبدءوا فى الاستمتاع ببقايا الزمن التى تأتى لهم بها دائما عقب انتهاء رحلتها الحقيقة نافضة أتربة سنوات من فوقها، قبل أن تضعها بين أيديهم حيث تستعيد نجوميتها مرة أخرى ولكن بين عالم آخر يتعرف عليها للمرة الأولى فى الحقيقة خارج إطار شاشة التلفزيون الصغيرة، وصورتها التى انتقلت لهم منها خلف بعض الاهتزازات أو بدون ألوان.

فوق فرشة السيدة التى ربت عشرة أطفال يجذبك شريط فيديو بدأ رحلته ككنز يتلقفه الشباب والكبار لمتابعة آخر فيلم، وانتقل منهم إلى رف فى نادى فيديو يتم تأجيره بالساعة ثم باليوم ثم بالشهر حتى تناساه الناس ووصل إلى يديها لتضعه فوق رفاقه من شرائط الفيديو المنسية.. يطل من خلفه ذكريات أحدث ألبوم بداخل شريط كاسيت يستقر بجوار أحدث صيحة فى هواتف التسعينات "التليفون أبو زراير"، على كل شكل ولون وفى الخلفية يكمل المشهد برواز كبير للرئيسين الراحلين "محمد أنور السادات" و"جمال عبد الناصر".

كل شىء كان له سعر والآن له سعر فى حديث السيدة المناضلة، تقول أم عمر "التلفزيون ده مثلا 26 بوصة.. فى زمنه كان بيعدى الألفات دلوقتى هنا لو عمل 200 جنيه يبقى كويس، وشريط الفيديو بقى بجنيه ونص، وشريط الكاسيت بنص جنيه ولو الزبون هيشترى جملة هياخده أرخص من كده، والتليفون بخمسة جنيه".

أم عمر لم تغير مهنتها منذ 28 عاما فى نفس البقعة الصغيرة المنزوية بسوق المنيرة الصاخب فى حى إمبابة، بدأت ببيع التلفزيونات الأبيض والأسود إلى جانب الراديو والتليفون "أبو قرص"، وبعض مخلفات منازل الأغنياء التى ترتبط بالرفاهية فى عهد انتهى بالنسبة لهم، فالآن مثلا يتواجد لدى السيدة "الدش السماعة"، وميزان الوزن، والمراوح التى ظلت حلم كل عائلة لديها شخص يعمل فى دول الخليج، وتقول "الحاجات دية بتبقى أحلام بالنسبة للغلابة أول ما طلعت وما بيقدروش يشتروها وأنا بجمعها من البيوت وبتوع الروبابيكيا على الفرشة هنا ومكانى بقى محفوظ".

تتهكم بابتسامه لا تخلوا من معانى كثيرة تضيف لها كلمات واضحة وتقول "فى السنة اللى فاتت بدأت كمان تجيلى اسطوانات الكمبيوتر، وأجزاء منه، وكلها كام سنة وهتلاقى هنا اللاب توب، والموبايلات اللى بتقولوا عليها التاتش".

فى 2004 فارق زوج أم عمر الحياة لتكمل هى وحدها رحلة مع عشرة أطفال بالتمام والكمال "تمن ولاد وبنتين".. أدخلتهم جميعا المدارس، وكبيرهم يشاركها فرشة أكل العيش والبحث عن بقايا رفاهية أهل الصفوة وحلم واحد فقط فى ثمن علاج أحد أولادها الذى لا تستطيع فرشتها إتمامه له.

















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة