لماذا تنزل مع الإخوان فى الاعتصامات؟ أنزل لنصرة الإسلام، وعندما تنزل الاعتصامات كيف يكون مظاهر نصرتك للإسلام؟ أتواجد فى الشارع كى أعيد الإخوان إلى الحكم من أجل منع الجيش والعلمانيين من حكم البلد، لأنهم لن يحكموا بالشريعة، وهل تعرف معنى العلمانية؟ يعنى من لا يحكمون بالشريعة؟ العلمانية تعنى فصل المؤسسات الدينية عن السلطة السياسية، لذلك هكذا لن يكون الإسلام المتحكم فى الدولة، ولكن عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أحد على اعتناق وتبنى معتقد أو دين هو ما جاء فى القرآن على لسان الرسول "لكم دينكم ولى دين"، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بأمور دنياكم" فى الحديث الذى أخرجه مسلم عن أنس (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مر بقوم يلقحون النخل فقال: لو لم تفعلوا لصلح، قال: فخرج شيصا " تمرا رديئا" فمر بهم فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا.. قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم. ألا يعنى هذا فصل الأنشطة البشرية والقرارات الخاصة بها، وألا تكون خاضعة لتأثير المؤسسات الدينية ومن باب أولى تكون القرارات السياسية.
كيف تقولين هذا، أليس الإسلام شامل وجامع؟، حقا لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، يعنى أن هناك لكل ذكر أهل، أى أن لكل مجال أهل ذكر وأهل علم متخصصين وجب شرعا الرجوع إليهم، ولا يتحكم أهل الدين فى مجريات كل الأمور، ينطبق نفس المفهوم على الكون والأجرام السماوية عندما يُفسّر النظام الكونى بصورة دنيوية بحتة بعيداً عن الدين فى محاولة لإيجاد تفسير للكون ومكوناته، ولذلك لا تعتبر العلمانية ذاتها ضد الدين بل تقف على الحياد منه فى تفسير أمور الدنيا وفى إتخاذ القرارات الدنيوية على أساس علمى، وتغليب رأى أهل الذكر والعلم فى تخصصاتهم، وفيما يخص ما نتحاور عنه دعوا أمور السياسة لأهل السياسة، كما أنك قلت فى البداية أنا أنزل لنصرة الإسلام وليس لأسباب سياسية ولمناصرة فصيل معين أو شخص معين لتولى حكم البلد، وإذا أردت نصرة الإسلام وتحقيق المشروع الإسلامى والخلافة الإسلامية يجب أن يتولى شئونها السياسية من يستطيعوا إدارتها بقدرة، وعلى الرغم من كل ما دار بيننا من حديث، نحن دولة إسلامية والدين الرسمى لنا هو الإسلام ونطبق الشريعة فى قوانيننا فلماذا النزول إذا؟.
لا تنسى أن الشرطة والجيش قتلونا، هل هم من بادروا أم هل كان القتل عمد بلا سبب أم إنهم يؤدون واجبهم فى الحفاظ على أمن الدولة؟ فهل ترى أنه من الإسلام قتلهم وارتكاب المجازر الغادرة فى حقهم؟ هل حمل السلاح وترويع المواطنين من مظاهر الإيمان أم هل العنف من المبادىء الذى ينادى بها الإسلام؟ أنا لا أوافق على العنف، ولكنك تسير فى نفس المسيرة مع من يرتكب العنف، فهذا يعنى أنك تؤيده وتناصره، فهل من يحمل السلاح فى الشارع ويطلق النار على الآمنين وقتلهم من العمل الصالح أم العمل المنكر؟ ولكنى لا أفعله، إذن ماذا أمرك الرسول أن تفعل عندما ترى المنكر ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيت منكرا فغيره بيدك فإن لم تستطع فبلسانك فإن لم تستطع فبقلبك )) فهل مشاركتك مع الإخوان تطبق مفاهيم هذا الحديث؟
ولكن أنا أفعل ذلك لوجه الله؟ فهل أمرك الله أن تلقى بنفسك فى التهلكة، ألا تخشى الموت!. أنا لا أخشى الموت فى سبيل الله، ولكن ما أنت فى صدده فى سبيل أهداف الإخوان يعنى فى سبيل أفكار أشخاص والأشخاص يصيبون ويخطئون، فماذا لو كانوا مخطئين مضلين ومضللين، فما يدريك خفايا صدورهم وأنهم فعلا يجاهدون فى سبيل الإسلام وليس فى سبيل الحكم، فهل أنت على يقين؟، هل تريد أن تنهى حياتك وأنت ما زلت شاب فى سبيل أشخاص وليس فى سبيل الله؟ كلنا سنموت فى النهاية وأفضل أن أموت فى سبيل الله، هل أنت تتبع أفكار الإخوان أم وصايا الرسول؟ ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا بمعنى أن الرسول يحسنا على منطق الحياة، وليس منطق الموت.
تأكد أنى لا أريد فرض رأى معين عليك، ولكنى لا أريدك أن تسمع بأذن واحدة ومن جانب واحد وأريدك أن تسمع من جميع الأطراف، وتقف بحيادية وموضوعية حتى تقرر رأيك الخاص دون إملاء أو فرض، واجعل احتكامك دائما للإسلام، فإذا رأيت ما ينافى تعاليم الإسلام من سماحة وسلام للجميع، اعلم أنه لا علاقة له بما أنت مستعد أن تفقد حياتك من أجله، وهو نصرة الإسلام، ويكفينا تبرأ صفوت حجازى من الجماعة وأسلوبهم فمن الممكن أن تضيع حياتك سدى من أجل حكم الإخوان، وليس من أجل الإسلام.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة