ناشد الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، جميع فنانى ومثقفى العالم، ضرورة إعادة رؤيتهم للمشهد المصرى الحالى، مؤكدا أن المشهد السياسى فى مصر يحتاج لتوضيح وإعادة قراءة، مشيرا إلى أن الوطن مستهدف من قبل جماعات خارجة عن القانون.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد عصر اليوم الثلاثاء، بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور عدد كبير من المثقفين والفنانين المصريين، وعدد من وسائل الإعلام العالمية، مع وجود ترجمة فورية له، وذلك لتوضيح بعض ملابسات المشهد السياسى الحالى فى مصر.
وأضاف "عرب" أن هناك قضايا تشكل مشكلات حقيقية حول المفاهيم الثقافية، وهناك اقتحام للمتاحف واستهداف للتراث والعقل والجهد المصرى، قائلا: "لذلك رأينا ضرورة عقد المؤتمر لأن الفن والثقافة لا ينفصلان عن السياسة، وحتى نقدم رسالة فنية وإنسانية وسياسة لضمير المثقف والفنان فى كل أنحاء العالم".
وأوضح عرب أن الواقع المصرى ابتداء من 30 يونيه، وخروج 30 مليون مصرى، للمطالبة بسقوط حكم الإخوان، شكل حالة حضارية وإنسانية لم نرها فى ثورات العالم المختلفة، ولذلك كان من المفترض ألا تتخلى القوات المسلحة عن إرادة الشعب، فساند الجيش وقواته المسلحة الثورة وإرادة الشعب المصرى.
وأكد الوزير على أننا الآن نواجه هجمة بربرية وممولة بملايين الدولارات لعصابات إجرامية، هددت دور العبادة الإسلامية والمسيحية، وهددت التراث المصرى بالحرق والسرقة. وهذا هوما دفع المثقفين والفنانين والمواطنين للوقوف ضدها.
وأضاف أن مصر تحترم حقوق الإنسان وليس صحيحاً أنها تستهين بأرواح أبنائها، وأن مصر وقعت على اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية، وذكّر بموقف المسئول البريطانى الذى قال: "إذا تم تهديد الأمن القومى لبلادى، فلا تحدثنى عن حقوق الإنسان".
ومن ناحيته وجه الكاتب ثروت الخرباوى، رسالة شديدة اللهجة، إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما قائلا: "كل الشعوب الغازية التى جاءت إلى مصر انكسرت على أرضها، ونحن لا نريد المعونة، بل نحن سوف نقطع المعونة عن أمريكا، بمقاطعة البضائع الأمريكية والإنجليزية، فنحن الذين نتحكم فى أموالكم واقتصادكم ولستم أنتم".
وأضاف الخرباوى، أن الشعب المصرى سيستمر فى مسيرته فى مواجهة الإرهاب، داعيا الغرب إلى الانشغال بمشاكله دون التدخل فى الشأن المصرى، قائلا إلى أمريكا "نجحتم أن تجعلوا الشعب المصرى يكرهكم، نحن سنستمر فى مسيرتنا لن ننظر إلى الغرب انشغلوا بمشاكلكم ودعونا لمشاكلنا".
هذا وقالت الفنانة إلهام شاهين، إن ما صدر من تصرفات من جماعة الإخوان المسلمين مؤخرا من تظاهرات عنيفة، وحرق للمساجد والكنائس والآثار المصرية والمتاحف، يعد محاولات منها للقضاء على الهوية المصرية.
وأكدت شاهين أنه تمت مهاجمتها من خلال رسائل تهديدية وصلتها على هاتفها المحمول، مما جعلها أكثر تمسكا بموقفها برفض استمرار هذه الجماعة فى حكم مصر، قائلة خرجت على كافة شاشات الفضائيات لأؤكد ثباتى على موقفى ضد هذه الجماعة"، مشيرة إلى الخلاف الذى وقع بينها وبين عبد الله بدر أحد المحسوبين على الجماعات الإسلامية، الذى سبها علنا عبر شاشات الفضائيات.
وأوضحت شاهين، أن الإسلام برىء من الجماعات التى تطلق على نفسها إسلامية، لأن المسلم من سلم الإنسان من يده ولسانه، واصفة هذه الجماعات بـ"المتأسلمة".
من ناحية أخرى قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، إن مصر أقدم دولة مركزية يرتبط شعبها بجيشها ارتباطا وثيقا، مشيرا إلى أن مواجهة مصر للجماعات الإرهابية ليست وليدة عام واحد، ولكن هناك تاريخ طويل من المواجهات العنيفة التى عانى منها مثقفو مصر؛ منذ ظهرت هذه الجماعة عام 1928، مشيرا إلى اغتيال فرج فودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ، ونفىّ نصر حامد أبوزيد خارج مصر، كذلك عشرات المثقفين الذين ساقهم يوسف البدرى للمحاكم بتهم ازدراء الأديان.
وأوضح حجازى، أن ما نفعله الآن محاولة للدفاع عن مصر وثقافتها لأن هذه الجماعة لا تعرف شيئا عن الإبداع وعن الديمقراطية، متعجبا من الذين يدافعون عن هذه الجماعة باسم الديمقراطية، وضرب مثال بقطر التى لا تعرف شيئا عن الديمقراطية ويعانى فيها أصحاب الفكر والصحفيين.
هذا وقال الدكتور عمرو الشوبكى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الوضع فى مصر ليس مشكلة بين أحزاب سياسية، ولكن هناك ثورة قامت يوم 30 يونيه ضد نظام لم يحقق أهداف ثورة 25 يناير، مؤكدا أن ما يحدث الآن معركة تستهدف إسقاط مصر، وتفكيك الدولة، وتفتيت جيشها بمؤامرة من الغرب والإخوان.
وأضاف الشوبكى لا يوجد نظام سياسى خالد، ولا هناك جماعة يمكنها أن تحتكر السلطة، ولكن الوضع فى مصر شأنه شأن البلاد التى قامت فيها ثورات ورأينا فيها حركة إصلاحات شاملة، وكنا ننتظر ذلك بعد ثورة 25 يناير خاصة بعد تولى مرسى الحكم على أنه أول رئيس منتخب، فكنا ننتظر منه إصلاح مؤسسات الدولة، وتطبيق النظام الديمقراطى الحديث، قائلا: "لم نر الإصلاحات التى كنا نأمل فيها، ولكن رأينا ديكتاتورا وجماعة فاشية يستبدون بالسلطة والشعب الصرى، ولذلك خرج الشعب فى 30 يونيه".
ومن ناحيته وجه الفنان التشكيلى أحمد شيحة رسالة إلى كل فنانى ومثقفى العالم باسم كل مثقفى مصر ومبدعيها أن الشعب المصرى خرج كتفا بكتف فى مشهد أسطورى مذهل، وأن كل ما يصاغ حول انقلاب الجيش على الشرعية إهدار لإرادة شعب كامل خرج عن بكرة أبيه لمواجهة حكم الإخوان.
وأضاف فى كلمته "باكيا" أن الجيش المصرى جيش وطنى خرج بأعلام مصر، وأشار شيحة إلى أن الشعب المصرى من أعظم الشعوب، لأنه استطاع أن يسقط القناع عن هذه الجماعات الإرهابية، وكشف عن قوته ووحدته فى 30 يونيه فى مشهد عظيم أكد أن مصر مقبلة على مستقبل مشرق، موضحا أن حتى بعدما خرج الفريق السيسى بكلمته وخطابه الرصين، جعلنا نلتف حوله أكثر، ونلتحم مع الجيش، قائلا: "إن مصر قادمة لا محالة وستأخذ مكانها فى العالم وأطالب العالم بأن يراجع موقفه تجاه الثورة المصرية، وأتمنى أن أرى من الصحافة العالمية مواقف محايدة تجاه الإرهاب فى مصر".
هذا ومن ناحية أخرى دعا الفنان سامح الصريطى كل الشرفاء من فنانى ومثقفى العالم إلى تأييد إرادة المصريين، الذين خرجوا فى مسيرات حاشدة مطالبين بإنهاء حكم الإخوان المسلمين فى مصر.
وجاء نص البيان كالتالى:
ندعوالشرفاء فى كل أنحاء العالم إلى تأييد ثورة المصريين، حيث حرج أكثر من 33 مليون مواطن، مطالبين إلى إنهاء حكم الجماعة الفاشية، وهى جماعة الإخوان المحظورة.. والجيش قام بحماية الثورة، وقدم خارطة طريق وتعهد بحماية مدنية الدولة دون إقصاء لأحد، لكننا للأسف فوجئنا برد فعل الدول التى تؤازر مؤازرة هذه الجماعة المحظورة، التى تقوم برفع علم القاعدة فى وسط شوارع مصر علنا وتقطع الطرق وتقدم الأطفال والنساء كدروع بشرية فى الاعتصامات وتحرق الكنائس وتقتل رجال الشرطة وتروع الآمنين.
وقد قام الشعب المصرى بتفويض الجيش لمواجهة هذا الإرهاب، ونعلن نحن المثقفين رفض أى تدخل دولى فى مواقفنا التى تحمى هويتنا الثقافية وأمننا الداخلى، ونشكر المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن ونطالب الجميع بمساندة موقف مصر لمواجهة الإرهاب.
فى مؤتمر وزارة الثقافة لنبذ الإرهاب وزير الثقافة يدعو العالم لإعادة قراءة المشهد السياسى المصرى ويؤكد: نحن الآن نواجه هجمة بربرية يجب أن نقف ضدها.. والخرباوى يدعو لمقاطعة منتجات أمريكا
الأربعاء، 21 أغسطس 2013 12:39 ص