سعيد الشحات

تحية جديدة للموقف السعودى

الأربعاء، 21 أغسطس 2013 07:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى لم يذرف فيه رئيس الوزراء التركى أردوغان دموعه على استشهاد 25 جندياً تم قتلهم ببرود على يد الإرهاب فى سيناء، كانت السعودية تواصل تلقين المجتمع الدولى درسا بليغا فى نفاقه وانحيازه الأعمى لمساندة الإرهاب فى مصر.

تحدث وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل أمس الأول عن جرائم وحرق مصر وقتل شعبها الآمن، وتحويل الأزمة إلى حرب شوارع، وقال إن تزامن هذا النشاط الغوغائى مع العمل الإرهابى فى سيناء يؤكد أن المنبع واحد.

تحدث الفيصل عن نفاق المجتمع الدولى الذى يشجع على التمادى فى هذه الممارسات، وأن انتفاضة ثلاثين مليون مصر لا يمكن بأى حال من الأحوال أن توصف بالانقلاب العسكرى، إذ إن الانقلابات العسكرية تتم تحت جنح الظلام، ورفض التهديد بقطع المساعدات الدولية عن مصر قائلاً: «الأمة العربية غنية بإمكانياتها وأبنائها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر، فمصيرنا واحد وهدفنا واحد»، واختتم الفيصل كلامه إلى الدول التى تتخذ موقفا عدائيا من مصر بقوله: «كما تنعمون بالهدوء والاستقرار فلا تستكثرون علينا ذلك».

الذين لن يعجبهم هذا الكلام سيستدعون ردودا من قبيل أنه تأييد لنظام استبدادى وقمعى فى مصر، لكن أن تتحرك السعودية فى هذا التوقيت، فهذا يعنى وقوفها عند أن المخطط الدولى الذى يتم تجهيزه لمصر والمنطقة برعاية أمريكية هو أكبر وأعمق من الوقوف عند ما نراه على السطح، أكبر من عملية فض اعتصام رابعة والنهضة وما ترتب عليهما من نتائج، هو مخطط تجن أمريكا من إجهاضه بفضل إرادة الشعب المصرى.

حين ترى أمريكا وبريطانيا وألمانيا يهددون مصر بقطع المساعدات فلابد أن تتوقف متسائلاً، هلى يفعل هؤلاء ذلك حقا من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية، أم أن الجراب فيه من الكثير من ألاعيب الحاوى؟

يستدعى الغرب الحديث عن حقوق الإنسان والديمقراطية وقت أن يفيد هذا الحديث مخططاته الجهنمية، وينصرف عنها طالما تمضى مخططاته، وهناك مئات الدلائل على ذلك، ومن هنا فإنه لن ينطلى على الشعب المصرى والعربى هذا النفاق الرخيص، ودموع التماسيح التى يذرفها أردوغان وأمثاله، والمفارقة هنا تأتى من أن السعودية التى يعتبرها البعض بلد لا يؤمن بالثورات تعلن صراحة أن ما حدث فى 30 يونيو هو ثورة، فى حين أن الغرب الذى يتشدق بإرادة الشعوب لا يحترم إرادة الشعب المصرى التى عبر عنها ملايين المصريين ضد حكم مرسى وأهله وعشيرته.

ترجم الغرب نفاقه مثلاً بصمته الآن نحو حرق الكنائس على يد إرهابيين، بعد أن كان يقيم الدنيا كلما وقعت حادثة طائفية فى مصر تستهدف المسيحيين، والمفارقة هنا تأتى فى أن السعودية هى التى تتحدث عن هذه القضية فى سياق عمليات التخريب والترويع التى شهدتها مصر فى الأيام الماضية.

الموقف السعودى سيظلمه هؤلاء الذين سيضعونه فى خانة أنه موقف مساند لنظام يحكم مصر الآن، فقد قلنا من قبل أن السعودية فعلت ذلك مع نظام عبدالناصر بعد نكسة يونيو 1967، بالرغم من عدم راحتها لتوجه عبدالناصر الثورى، وفعلت ذلك فى حرب أكتوبر عام 1973، هى إذن تقف عند المحطات التى تتعرض فيها مصر لخطر التفكك، لأن تفككها يعنى تفكك دول المنطقة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الآخر

تحت

انتو ما تعرفوش غير التطبيل ؟!

عدد الردود 0

بواسطة:

زيكو

ليس الملك و الأمير فقط لكن الأدباء و المواطنين أيضا

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

☜ شـكـــراً مرة أخـــرى للســعـــودية ☞

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

☜ شـكـــراً مرة أخـــرى للســعـــودية ☞

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

☜ شـكـــراً مرة أخـــرى للســعـــودية ☞

عدد الردود 0

بواسطة:

شاكر

شكرا ... ولكن

عدد الردود 0

بواسطة:

زياد عبد الرحن

فى المحن تظهر المواقف الوطنية

عدد الردود 0

بواسطة:

زياد عبد الرحن

الى السيد شاكر 6

عدد الردود 0

بواسطة:

رفيق الناصرى

الى 8 - زياد عبد الرحمن .. كيف كان الموقف أبان ثورة يناير ؟!

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق من السعودية $

لأنكم آصحاب فضل علينا $

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة