مظاهر العنف بأقسى أنواعها من قتل ودم وحرق وتحطيم، أصبحت مشاهد متكررة فى حياتنا اليومية، وهذا ما آلت إليه الحال، ولكن كيف نوصف ونصنف مرتكبى هذه الأعمال، لأن تصنيفهم أصبح فى منتهى الأهمية، فبأى منطق أو عقل أو تفكير نبيح القتل ونضعه فى إطار المباح، وهو إطار الجهاد فى سبيل الله، هل من المعقول أن يحارب ابن الوطن الواحد الشرطة التى تحميه تحت مسمى الجهاد فى سبيل الله، أم هل من المعقول إشاعة الفوضى وهدم وتحطيم وحرق المنشآت ومؤسسات الدولة يصنف من الأفعال المبررة، فدعونا نتسائل هل الغاية تبرر الوسيلة، وليتسائل كل من يتبع فكر الإخوان هل رجوع الرئيس المعزول مرسى والمحافظة على مشروعية الصندوق تبرر كل هذا العنف والإرهاب الذى يمارس ضد الدولة، ومجاميع الشعب الرافض لهذه السياسات الإرهابية؟.
وهل استخدام العنف حق يستخدم للدفاع عن المطالب؟ أم هو وسيلة محرمة ومنافية للقيم الإنسانية؟، ولذلك فى البداية يجب أن نضع تعريفا نتفق عليه جميعا لكلمة العنف، فالعنف هو ترجمة لأى فعل أو قول يصدر عنه ألما جسديا أو معنويا أو نفسيا يسبب للشخص الآخر فى نهاية الأمر نوع من أنواع الأذى، ويستخدم هذا العنف كأداة للتأثير على الآخرين والوصول إلى غاية معينة، ولكن هل الغاية تبرر الوسيلة أم هل نحن يحكمنا قانون الغاب؟ وللعنف وجوه كثيرة أقلها العنف اللغوى بالإيذاء بالكلمات وأشدها القتل والإبادة، كما أن العنف لا يقتصر على الإنسان فقط، ولكن العنف أيضا يمارس على الأشياء والجمادات مثل تدمير الممتلكات وحرق أماكن العبادة، ويبقى التساؤل هل ما يمارس فى الشارع من عنف اليوم يصنف كحق أم كباطل؟؟؟؟
ما سبق كان هو تعريف العنف أما استخدام هذه الأفعال العنيفة بطريقة ممنهجة، والتى تؤدى إلى خلق أجواء من الخوف كوسيلة من وسائل الإكراه ضد أتباع فصائل دينية أو سياسية أو هدف أيديولوجى، ويتجاهل فيه سلامة المواطنين هو تعريف الإرهاب، وتستخدم هذه الأفعال الإرهابية فى الوقت الراهن لأسباب سياسية تحكمها صراعات دولية وإقليمية، فهل ما نراه فى الشارع المصرى اليوم، ونتعايش معه خرج من نطاق العنف إلى نطاق الإرهاب الممنهج كوسيلة للضغط على الحكومة للرضوخ لمطالب جماعة الإخوان المسلمين، ولو كان هذا هو الواقع كيف يصنف من حيث قيمة الحق والباطل؟
وتتخذ جماعة الإخوان المسلمين قيمة الجهاد فى سبيل الله كزريعة يختلقونها ليبرروا هدم مؤسسات الدولة، ونشر الفوضى والتعدى على المنشآت وحرقها وقتل أبناء الشرطة، ولكن ما الصلة بين الجهاد وبين هذه الأفعال الإرهابية فكما عرفنا العنف والإرهاب فدعونا نعرف الجهاد من حيث اللغة: فهو مصدر من الجهد والجهد بفتح الجيم وضمها وهما الطاقة والمشقة، تقول: جهد دابته وأجهدها: بلغ جهدها وحمل عليها فى السير فوق طاقتها، والاجتهاد: بذل الوسع والمجهود، أما فى الشرع، فله إطلاقان: إطلاق خاص، ويراد به: بذل الجهد فى قتال الكفار والبغاة، وإطلاق عام، وقد عرفه شيخ الإسلام ابن تيمية. ـ رحمه الله ـ بقوله: (الجهاد حقيقة الاجتهاد فى حصول ما يحب الله من الإيمان والعمل الصالح، ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان ).
والتساؤل الآن للإخوان المسلمين هل أفراد الشرطة يصنفون من الكفار البغاة حتى يكون قتلهم جهاد فى سبيل الله؟ أم هل نشر الفوضى وحرق الكنائس ومنشآت الدولة وإرهاب المواطنين من الأفعال التى يحبها الله من العمل الصالح؟ وهل الدعوة إلى استخدام العنف والإرهاب الممنهج للضغط على الدولة لتحقيق مطالبكم السياسية وسيلة مبررة لتحقيق غايتكم؟ والتساؤل الآتى للجميع هل كل هذه الأفعال تصنف من حيث القيم كحق أم كباطل؟؟؟؟
رانيا المارية تكتب: العنف ما بين الحق والباطل
الجمعة، 16 أغسطس 2013 11:11 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة