خريطة ممتدة لأرض المحروسة عكفت شهور فى تجميع الفقراء المنزوين على أطراف محافظتها، وبين ركام العشوائيات التى لا تظهر فوقها وسط زخم الحياة لتعيد ترتيبهم بألوان زاهية فوق مشهدها، وترفعهم أمام عيون آلاف المستخدمين على شبكة الإنترنت فوق خريطة خيرية مفصلة لمحافظات أم الدنيا تستقر على عتبة كل منها سؤال واحد يستقبل الزوار ببساطة "هتفرح مين النهاردة؟"، لينتقل بهم فى دقائق إلى وضع لعبة فى يد طفل يتيم، أو إهداء قرص دواء فائض عليهم لجسد يضربه المرض، أو لوضع دبلة فى اليد اليسار لعروسة تغلق أبواب زواجها بضعة جنيهات، وربما لتقديم وجبة لطاولة أسرة فارغة منذ أيام، وغيرهم من المحتاجين الذين يتراصون على سطح كل محافظة تقوم "خريطة الخير" التى صنعتها "هبه القليوبى" بتوصيلك بهم وأنت فى منزلك.
عنوان بسيط يأخذ بيدك لداخل خريطة الخير على صفحات الإنترنت هو "kheirmap.com"، عملت من خلاله هبة القليوبى التى تعد مهندسة معمارية فى الأصل على وضع كل المشاكل التى تواجه الباحثين عن التبرع للخير أمامها وتفنيدها بإمعان قبل أن تبدأ فى حلها، وتقول "الدراسة أثبتت أن المشكلة الأولى هى اختيار طريق التبرع وعشان كده بدأت أفند كل الاختيارات الممكنة للتبرع وكل الحالات اللى ممكن تتبرع ليها، ومن بعدها بتبدأ مشاغل الناس تنسيهم قرار التبرع فعملنا فى الموقع حاجة تشبه المنبه تفكر الناس بموعد التبرع، والمشكلة الثالثة ويمكن الأهم هى أن فكرة التبرع بتأخذ وقت، ومن خلال الموقع ممكن تتبرع بكل سهولة وأنت فى مكانك وللجمعية والحالة اللى تختارها، فخطوات بسيطه جدا".
المشكلة الرابعة، التى عمت خريطة الخير على حلها هى الأعداد الكبيرة جدا التى تحتاج للمساعدة، ولذلك تقوم الخريطة بتجميع الجمعيات الخيرية من عدد مختلف من الفئات لتستطيع التبرع لعدد واسع ومتنوع من البشر، أما العمل الأخير فتقول عنه القليوبى "فكرة أننا نجمع كل المبادرات مع المواقع الخيرية والجمعيات فى مكان واحد كانت هى الفكرة الأخيرة اللى اشتغلنا عليها وبتتواجد بشكل كبير فى الموقع دلوقتى".
تعود هبة لبداية فكرتها ببساطة وتشرح قائلة: "الفكرة بدأت فى 2011 أننا نعمل دليل متكامل للخير، لكن انشغلت لفترة كبيرة وما قدرتش أنفذها، وبعد أحداث 30 يونيو جتلى دفعه جديدة إنى أشتغل وبدأت مع أختى اللى متخصصة فى تصميم الجرافيك، واشتغلنا على الموقع مع بعض، ومن بعدها استعنت بمجموعة كبيرة من الأصدقاء والمجموعات والمواقع اللى بتشتغل فى الخير عشان نقدر نعمل دليل متكامل، وفعلا وصلنا ليه".
وتتابع: "المرحلة ديه مهمتنا الأكبر أننا نرصد الجمعيات الصغيرة فى القرى، لأن دية هى الأهم من الجمعيات الكبيرة اللى بتعمل إعلانات وعندها متبرعين كبار، وهى ديه اللى محتاجة طرق توصل الناس بيها عشان يوصلوها للناس الأفقر".
هتفرح مين النهاردة؟ أدخل خريطة "هبة" واختار فى دقايق
الخميس، 15 أغسطس 2013 05:14 ص
هبة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام رفاعى
برافو عليكى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى على
جمييييييل جدا