أطفال مقديشو يعرفون الحدائق للمرة الأولى منذ 22 عاما

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013 01:20 م
أطفال مقديشو يعرفون الحدائق للمرة الأولى منذ 22 عاما أطفال مقديشو
مقديشو ـ الأناضول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"يلهون ويمرحون ببراءة وسط ديناصورات مختلفة الأحجام وحمامات سباحة، وأرجوحات متناثرة فى متنزه للأطفال".. مشهد لم يكن مألوفاً فى العاصمة الصومالية مقديشو، التى كانت تصفها الوكالات الدولية بأنها "مدينة أشباح".

ففى أول حديقة للأطفال منذ 22 عاما، أقام عدد من المغتربين الصوماليين متنزها للأطفال قرب ساحل ليدو شرقى العاصمة.

ويتوفر فى المتنزه أرجوحات وأماكن للسباحة إضافة إلى درّاجات هوائية، فى أول مكان ترفيهى لأطفال مقديشو، الذين حرموا من متعة المرح واللعب جراء الظروف الأمنية والسياسية فى البلاد.

وكان التجار الصوماليون والمغتربون يتخوفون من نهب ممتلكاتهم التجارية فى حال استثمارها فى البلاد، غير أن عودة الأمن نسبيا إلى العاصمة مكّن هؤلاء من تشييد ملاهى ومتنزهات وفنادق فاخرة فى مقديشو.

واختفت المتنزهات وأماكن الاستجمام فى العاصمة الصومالية بعد الإطاحة بالرئيس محمد سياد برى عام 1991، كما غابت المراكز المخصصة لتسلية الأطفال عن مقديشو منذ ذلك العام.

وداخل المتنزه، الذى يتسع لنحو 70 طفلا، ينتظر أعداد غفيرة من الأطفال مع أبائهم وأمهاتهم فى قاعة الإنتظار وسط عروض مسلية لعدد من الكوميديين الذين يروون قصصاً مضحكة للصغار، فى مشهد أعاد الابتسامة إلى شفاه الصغار بعد أن كانوا لا يتذوقون أفراح العيد وألعابه سوى عبر البالونات الصغيرة والمسدسات.

ويوجد فى الحديقة ألعاب مختلفة كالقطار المتحرك والفرسان والسيارات والديناصورات إلى جانب حمام سباحة، وتحول المكان إلى مقصد لأهالى مقديشو فى أيام العطلات والمناسبات.

إذ تصطحب الأمهات أطفالهن من مختلف أنحاء مقديشو إلى الحديقة حيث يقطع بعضهم مسافات طويلة بحثا عن شعور بالسعادة بعد أن ملّت أذانهم من سماع دوى الرصاص والتفجيرات والمدافع لمدة عقدين من الزمن.

ويسمع بين جنبات الحديقة صراخات وبكاء الأطفال لأنهم يخشون صور ألعاب تشبه الحيوانات المفترسة ما يخيفهم فى بادئ الأمر، وهى ألعاب لم يألفوها سابقاً.

ويقول إسماعيل على، مدير المتنزة، إن فكرة تأسيس الحديقة جاءت عندما رأى أطفال مقديشو يفتقرون إلى أبسط أنواع الألعاب وهذا ما كان يدفعهم للجوء إلى ألعاب تحاكى مع واقع العنف، مثل المسدسات والبنادق، وهى صورة نمطية فى أذهان الصغار.

فاطمة عبد الرزاق، أم لطفلين، تقول: إن "الحديقة صارت الشغل الشاغل لأطفالنا، فى الماضى كانوا يسألوننا عن المسدسات والبنادق، أما الآن فباتوا يتحدثون عن الحديقة وما تحتويه من ألعاب مختلفة".

أما سعادة أحمد (5 سنوات) فتقول، وهى منهمكة فى قيادة سيارة أطفال: "أنا سعيدة جدا لمجيئ إلى هذه الحديقة، وأشعر بالراحة وسأمضى ساعات طويلة فى اللعب والسباحة".

ويدفع الوالد مبلغ 38 ألف شلن صومالى (نحو دولارين أمريكيين) لكل طفل مقابل الاستمتاع بالألعاب فى الحديقة، وهو مبلغ يناسب ذوى الدخل المحدود، ما جعل الحديقة تشهد إقبالا كبيرا نهاية كل أسبوع.

ورغم دخله البسيط، فإن عبد الرحمن عبد الله لم يعجز عن جلب أطفاله إلى الحديقة، مشيرا إلى أن أطفاله يمكثون فى الحديقة عدة ساعات ما يجبره على سداد بضعة دولارات.

وتوفر الحديقة للزوار أماكن خاصة للجلوس والحديث واحتساء الشاى وذلك لجذب أولياء الأطفال.

ويقول الممرض عبد القادر محمد على إن "الأطفال لديهم طريقة مختلفة عن الكبار للبحث عن السعادة فاللعب مع أقرانهم من الأطفال يشعرهم ببهجة وفرحة ويبعدهم عن شبح العنف والخوف، وتساعد تلك المتنزهات فى نمو الطفل بشكل سوي".

وتزداد المطاعم والفنادق والأماكن الترفيهية المطلة على سواحل مقديشو ما يعكس التحسن الأمنى الذى تشهده العاصمة الصومالية فى الآونة الأخيرة.

وشهد الصومال العام الماضى أول انتخابات منذ الإطاحة بنظام برى عام 1991 وهو ما أسقط البلاد فى حروب أهلية استمرت حوالى عقدين، وفاز فى تلك الانتخابات حسن شيخ محمود.

وتكثف حركة شباب المجاهدين هجماتها على المناطق الحكومية، خصوصا فى الأقاليم الجنوبية، على أمل أن تستعيد نفوذها، بعد أن استردت القوات الحكومية والإفريقية مؤخرا العديد من المدن الاستراتيجية من قبضة الحركة، أبرزها جوهر وميناء كسمايو جنوب شرقى البلاد.

وتدعو حركة الشباب، حسب ما تقول، إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وهى تقاتل الحكومة منذ عدة سنوات تحت دعوى أنها توالى الغرب "الكافر" وتخالف شرع الله، فيما تتهم الحكومة الحركة بالتطرف والإرهاب.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة