تباينت آراء السياسيين حول تقرير حكومى تم تقديمه حسب مصادر، إلى الرئيس عدلى منصور، وأعضاء مجلس الأمن القومى، بأن سلوك المعتصمين فى رابعة العدوية والنهضة، أدى إلى ازدياد الغضب الشعبى، والذى أكد أن الاعتصام يتآكل ذاتياً، وقد لا يحتاج لفضه بالقوة.
أكد عدد من السياسيين، أن اعتصام الإخوان خطر على الأمن القومى ويروع الآمنين، بالإضافة إلى أنه يعطل مصالح المواطنين، وهو ما يفرض على الدولة اتخاذ خطوات جادة لفض الاعتصام بما يحفظ الدماء، على حد قولهم، لافتين إلى أن ما فوضوا الفريق أول عبد الفتاح السيسى، عليه يوم 26 يوليو الماضى، هو القضاء على العنف والإرهاب، مشددين على أن تلك الاعتصامات المسلحة هى بؤرة للإرهاب يجب القضاء عليها.
فيما رأى البعض الآخر، ضرورة احترام حرية الرأى والتعبير والاعتصام السلمى، فى حال التزام الإخوان بالسلمية وعدم استمرار انتهاكاتهم واعتداءاتهم على المعارضين لهم، مؤكدين على توافقهم مع التقرير الحكومى بأن اعتصام الإخوان سيتآكل ذاتياً مع إطالة مدته التى سيفقدون خلالها أنصارهم ومؤيديهم، مما يجعل الاعتصام ضعيفاً دون أن يحقق أى من أهدافه.
من جانبه، قال عمرو على، أمين إعلام حزب الجبهة الديمقراطية، إن الانتظار حتى ينفض اعتصام إشارة رابعة نتيجة لـ"ملل" الإخوان، خطأ كبير، وسيؤدى إلى تآكل شعبية الحكومة لدى الشارع الذى ضجر من تعطيل حياته وما يمثله الاعتصامان من تحد للإرادة الشعبية لثوار 30 يونيو وللنظام الجديد.
أضاف أمين إعلام حزب الجبهة الديمقراطية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الشعب فوض الفريق أول عبد الفتاح السيسى، للتعامل مع الإرهاب والعنف، والذى يعتبر من أكبر مظاهره اعتصامى رابعة والنهضة، ولن يقبل بديلا عن فضهما، مؤكداً أن السخط الشعبى يزداد والضغوط أيضا لفضهما.
أشار على، إلى أنهم يطالبون بفض اعتصامات الإخوان لما تسببه من خطر على الأمن القومى المصرى، وعلى حياة المواطنين، قائلاً: إننا لا نعلم على ماذا اعتمد التقرير الحكومى الذى قال "إن اعتصام رابعة يتآكل ذاتياً وقد لا يحتاج لفضه بالقوة"، لافتاً إلى أن انفضاض الاعتصام من تلقاء نفسه غير مؤكد، ولا يمكن الاعتماد على ذلك.
فيما، أكد عفت السادات، رئيس حزب "السادات الديمقراطى" تحت التأسيس، أن إطالة مدة اعتصامات الإخوان بميدانى رابعة العدوية، والنهضة، بدون أى تغيير فى الواقع، سيصيب الاعتصام بالتآكل خاصة فى ظل حالة من التصميم لدى الحكومة فى السير نحو تنفيذ خارطة الطريق التى أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسى يوم 30 يونيو.
أضاف السادات، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه حتى هذه اللحظة يميل أكثر إلى الوصول لحل سلمى يحقن دماء المصريين دون فض الاعتصام بالقوة، قائلاً: ولكن من الواضح أن الإخوان هم أحرص الناس على إسالة الدماء.
أشار السادات، إلى أن اعتصام الإخوان يشكل خطورة على الأمن القومى المصرى، مؤكداً أن ما نراه من بث مشاعر الحقد والكراهية ضد الوطن والجيش وقياداته، بالإضافة إلى حالات الاعتداء التى تم رصدها داخل الاعتصامات، مؤشر يعطينا دليل واضح على عدم السلمية.
وفى السياق ذاته، قال الإعلامى محمد موسى، عضو الهيئة العليا بحزب المؤتمر، إن التقارير الحكومية التى تطالب بالانتظار لبعض الوقت فى مسألة فض اعتصامات فلول النظام الإخوانى، الذى خلعه الشعب فى 30 يونيو، بدعوى أن "الاعتصام يتآكل ذاتياً"، تتنافى مع حقيقة الواقع، حيث إن هذه الاعتصامات تتمدد وتتسع وتعطل مصالح المواطنين، وتروع بعضهم من قاطنى المناطق السكنية المجاورة.
أكد عضو الهيئة العليا بحزب المؤتمر، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن اعتصامات الإخوان تصدر الرعب إلى سكان المناطق المحيطة بهم والمترددين على محيط الاعتصام، من خلال حالات التعذيب المتكررة بهما، وأخرها ما حدث لطفل العشر سنوات الذى بترت أصابعه بالحديقة المجاورة للاعتصام لمجرد حمله لصورة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، على حد قوله.
شدد موسى، على أن ترك هذه الاعتصامات التى يقال إنها مسلحة، ليس فى مصلحة أحد سوى القائمين عليها من قيادات الجماعة الذين يحتمون بها، قائلاً: لسنا ضد حرية الرأى والتعبير السلمى، ولكننا نقف وبشدة ضد الاعتصامات المسلحة وضد تكوين المليشيات التى يمكن أن تهدد الأمن القومى المصرى، الذى هو فى الأساس أمن الشعب والوطن الذى نحن جميعاً شركاء فيه.
طالب موسى، أجهزة الدولة بتفسير ما ورد فى التقرير بأن الاعتصام "يتآكل ذاتياً"، مناشداً إياها بكشف ما إذا كانت الاعتصامات مسلحه أم سلمية، مشدداً أنه فى حال كانت الاعتصامات مسلحة، فيجب فضها وبأقصى سرعة حفاظاً على هيبة الدولة، ولتأمين الشعب من استمرارية هذه الاعتصامات.
يأتى هذا فيما، قال الناشط السياسى شريف دياب، منسق حركة "إمسك فلول وإخوان"، يجب أن نترك اعتصام الإخوان فى ميدانى النهضة، ورابعة العدوية، حتى يأكل نفسه ويتآكل مثلما جاء فى التقرير الحكومى الصادر عن تقييمه للاعتصام، ولكن مع تكثيف العمليات الأمنية للقبض على المتورطين فى القتل أو التحريض على قتل المصريين، بالإضافة إلى وضع استعدادات أمنية فى حين الخروج عن نطاق السلمية.
أضاف منسق "إمسك فلول وإخوان"، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن فض اعتصامى رابعة، والنهضة، من المنظور السياسى، يسبب اتساع رقعة المؤيدين والمتعاطفين مع الإخوان بعدما ضاقت عليهم، وسيتسبب فى سفك الدماء مرة أخرى، هذا إلى جانب تعاطف المجتمع الدولى وانجذابه أكثر ناحية الإخوان.
أكد دياب، على ضرورة تعقل الدولة واستخدام الحلول السياسية والإستراتيجية وعدم استخدام الحلول الأمنية إلا للضرورة، قائلاً: "يجب ألا ننسى أن هناك مواطنين من بين هؤلاء يؤمنون بقضيتهم حتى وإن كانت هذه القضية مصطنعة ليست على غرار الحق، فهذا لا يعطى لنا حق أن نجور على آرائهم، مشدداً أنه لا يؤيد قمع أى مواطن يعبر عن رأيه.
أشار دياب، إلى أننا تعلمنا طيلة ما يقرب من ثلاثة أعوام مضت أن العنف لا يؤدى إلا لعنف، ولا يصح أخلاقيا أن ننادى بمبادئ ثم يأتى يوما علينا نهد هذه المبادئ بأيدينا لمجرد اختلافنا مع فصيل آخر، مضيفاً أن المظاهرات والاعتصامات والإضرابات حق مكفول للجميع شريطة أن لا يخرجان عن أسس السلمية، وأن خرجت فيحق للجهات الأمنية التصدى لها على أن يتناسب رد الفعل مع الفعل ذاته.
موضوعات متعلقة..
تقرير حكومى: اعتصام رابعة يتآكل ذاتياً وقد لا يحتاج لفضه بالقوة
أحزاب وحركات تعلق على تقرير عدم فض اعتصام رابعة بالقوة.. الجبهة: لن ينفض ذاتياً واستمراره خطر على الأمن.. السادات: الإخوان يريدون إسالة الدماء.. "إمسك فلول وإخوان": يتآكل وفضه بالقوة غير مطلوب
الثلاثاء، 13 أغسطس 2013 05:20 ص