لو أحمد زكى عمل البيه البواب.. أبورية عمل الباشا الفاكهانى "بالطربوش"

الإثنين، 12 أغسطس 2013 11:09 م
لو أحمد زكى عمل البيه البواب.. أبورية عمل الباشا الفاكهانى "بالطربوش" عم جمال أو أبو رية
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دقات الساعة تشير للرابعة عصرا.. موعد خلع العمة الصعيدية واستبدالها بطربوش حظه الأحمر قبل أن يبدأ رحلته اليومية بكرتونة المانجو بين شوارع حى الزمالك الواسعة منتقلا من أمام فرشته المستقرة أسفل علم مصر على ناصية شارع يحيى إبراهيم بلسان صعيدى فصيح و"قفشات" متواصلة من قهوة راقية، إلى سيارة فاخرة، ثم محل ضخم، يعرض عليهم أنواع فاكهته، ويستقبل من بينهم معجبين الفاكهانى المختفى فى طربوش عالم البشوات من كل جنسيات العالم ليلتقطوا معه الصور أو يجرون معه الحوارات الصحفية.

لحية بيضاء خفيفة تحيط بملامح بارزة محددة بدقة فى وجه مصبوغ بسمار النيل تطل من أسفل الطربوش لتكمل تكوينه وجه عم جمال أو "أبو رية" كما يشتهر بين سكان حى الزمالك، منذ ما يقارب الأربعة عقود، وقبل حتى أن يقرر العودة إلى زمن الطرابيش، أو كما يقول عنه بصوته الصعيدى الرخيم "زمن البشوات عن جد، الطربوش كان دليلا كبيرا على احترام الناس لنفسها ولبعضها وأنا حسيت أننا محتاجون نرجع ليه بعد الثورة ونفتكر أصلنا، والموضوع كمان جه برزق وشهرة فكملت فيه".

طربوش أبو رية كفل له مزيد من الزبائن، وتوقف عشرات الأجانب أمامه كل يوم لالتقاط الصور بل وأحاديث صحفية معه عن تاريخ مصر والصعيد الذى يحفظه الرجل الستينى عن ظهر قلب محاطا بخفه ظل اكتسبها من الدمج بين عبق حوارى الصعيد والقاهرة لسنوات مع حى الزمالك الراقى الذى يبحث بين ضواحيه عن لقمه رزق يوميه.

ولكن لماذا الطربوش تحديدا؟. تزداد ابتسامته المرسومة فى وجهه دائما قبل أن يقول: "القصة بدأت فى الحسين كنت بصلى هناك بعد الثورة وشوفت الطربوش، وافتكرت زمنه اللى كنا بنشوفه فى التلفزيون وحسيت أننا محتاجينه ثانى، اشتريته وجيت قلعت العمة ولبست الطربوش ومن يومها وهو صاحب رحلة اللف على لقمة العيش".

رحلة أبو رية بالطربوش تختلف ما بين الشتاء والصيف، يشير إلى عجلة مركونة فى حوش عمارة تستقر عليها لقمه عيشه فى الشتاء بمجموعة من السندوتشات الرخيصة، ومع موسم الفاكهة يتنقل من البطيخ إلى المانجو "فقط"، يحملهم على قدميه ويترك الفرشة لأحد أبنائة ويسعى بهم وبطربوشه من مكان لمكان.

"أهم حاجة تحافظ على بلدك" يقولها الرجل ويتابع دون أن يخلوا حديثه من التهكم: "أنا لو كنت خدت من كل أجنبى بيصورنى جنيه كنت بقيت أغنى من حسنى مبارك، حتى فى مرة من المرات صحفيين أجانب عملوا معايا حوار وبعد ما خلصنا جم يدونى فلوس قلت لهم أنا بياع مش شحات، عشان فى الآخر أنا بالنسبة ليهم بمثل البلد ديه، وعشان أجمل لقمة اللى تاكلها بعد ما تشقى عليها".

الباشا الفاكهانى ربى من على ناصيته 4 بنات، إضافة إلى ولدين يشاركانه الآن ناصيته بينما يقوم هو بجولاته بين الشوارع، ينادى على المانجا والبطيخ، أو يبيع سندوتش سريع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة