"عم سيد" ذلك الرجل الستينى رفض أن يتخلى عن مهنة أبيه وأجداده، فهو يبيع ألواح الثلج منذ أن كان عمره ثلاثة عشر عاما، يستيقظ كل يوم الساعة السادسة صباحا، ويأخذ جولة على المطاعم والعصارات والجزارين ومحلات الأسماك واللحوم والخضار كل حسب طلبه.
يحكى "عم سيد" ذكرياته فى بيع ألواح الثلج قائلا :"عندما توفى والدى لم أستطع التوقف عن العمل، حضرت إلى المعمل وصنعت الثلج، لافتا إلى أنه لم يعلم أولاده الخمسة هذه المهنة، أو يوافق على أن يرثوها، فهى صعبة وتتطلب التفرغ لها، فضلاً عن صعوبة التعامل مع بعض الناس على حد قوله، وفى كل الأحول باتت مهنة لا تسمن ولا تغنى عن جوع.
عم سيد يؤكد لـ"اليوم السابع" أن الصيف هو موسم رزقه ولكن ألواح الثلج تُباع طوال العام سواء فى الحرارة الشديدة أو المنخفضة، لأنه لا غنى عنه، ولكن الطلبيات تزداد فى فصل الصيف، وتنتعش خلال شهر رمضان.
ويكمل حديثه: "أعتمد فى بيعى بشكل رئيسى على بائعى الأسماك والدواجن طوال أيام السنة، لأنهم بحاجة إلى تبريد بضاعتهم دوما حتى فى فصل الشتاء كى لا تفسد، إضافة إلى بعض المطاعم، وكذلك المواطنين العاديين الذين يفضلون أن يحفظوا اللحوم وبعض الخضار مبردة، خوفا من التلف مع ارتفاع درجات الحرارة".
"ارتفاع درجة الحرارة هذا العام عن الأعوام السابقة ساهم فى زيادة حجم مبيعات ألواح الثلج"، هكذا يؤكد "عم سيد" قائلا، "البيع هذا العام أكثر من العام الماضى، المحلات تقبل على شراء الثلج أكثر "علشان الصيف السنة دى جامد".
ويؤكد "عم سيد" أنه رغم ارتفاع أسعار كل شىء إلا أن ألواح الثلج هى الشىء الوحيد الذى لم ترتفع أسعارها، مازال سعر لوح الثلج 7 جنيهات كما كان فى العام الماضى.
وعن صناعة الثلج يقول عم "سيد": تستغرق ألواح الثلج 24 ساعة، كى تتحول المياه إلى قطع بيضاء جامدة وباردة، وهى تتطلب مراحل عديدة إذ توضع القوالب الحديدية على درجة حرارة 12 تحت الصفر لتبدأ أولى مراحل الصناعة، وتتحول المياه تدريجياً إلى ألواح من الثلج يبلغ طول الواحد منها متر وعشرة سنتيمترات، ويبلغ وزنه حوالى أربعة وعشرين كيلو جراما يحتوى على عشرين لتراً.










