نواصل التدريب على التفكير النقدى مستعملين هذه اللعبة الطريفة "نعم ولكن"، كانت البداية من بيانهم الصادر فى 21 يوليو 2013، الذى كان فيه بعض ما يحتاج تطبيق هذه اللعبة، ثم توالى صياحهم، وعلت مغالطاتهم، وتمادوا فى بعدهم عن الحقائق بشكل يكاد يجعل لا محل لى أن أكون معهم ولو فى البداية، حتى ولو لحقت نفسى بألف "لكن"، ومع ذلك خذ عندك أسوة بجبهة الإنقاذ.
أولا: نعم أنا مع الإخوان فى أن الإسلام هو الحل ولكن أى أسلام وحل ماذا؟ الإسلام هو أكبر بكثيرا جدا مما يعرفونه ويروجون له ويسوقونه بل ويستعملونه لغير ما أنزله الله له، الإسلام هدى للناس جميعا حتى دون أن يسلموا وليس للمسلمين فحسب، وهو "الحل" لما آل إليه حال العالم كله من اغتراب وتكاثر وتفاخر وتنافس واستغلال، ويكفى أن المال فيه مال الله وما نحن إلا مستخلفين فيه، فهل يا ترى عرفوا ماذا تفعل البنوك المتوحشة والبورصات التنافسية بالناس والإيمان والإسلام وكل الأديان عبر العالم، وهل يبحثون كيف يكون "الحل"؟.
ثانيا: نعم أنا مع الإخوان إن الجماهير خرجت ولكن لا لتعلن رفضها للانقلاب، كما جاء فى بيانهم ولكن لتعلن بداية إعلان دستورية أخرى وشرعية أخرى تجعل حكمهم الصناديقى هو الانقلاب على الثورة المجهضة بسببهم.
ثالثا: نعم أنا مع الإخوان فى ضرورة احترام إرادة الشعب المصرى، ولكن إرادة الشعب المصرى غير قاصرة على ما أسموه الشرعية الدستورية، التى لم يبق إلا أن يأتوا بنص فى القرآن الكريم يقدمها على كل شرعية أخرى حتى الشرعية الإيمانية.
رابعاً: نعم أنا مع الإخوان فى أن تلتقى جميع القوى الوطنية والسياسية للحوار بدون سقف ولكن علينا أن ننظر كيف يحددون مصادر الشريعة تحت السقف بما يشمل "أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية ومصادرها المعتبرة فى مذاهب السنة والجماعة"، فهل يا ترى سيحضر فى لجان التشريع بعض ممثلى مذاهب أهل السنة والجماعة، يا ويليتنا لو كانوا يقصدون "بالجماعة" "جماعة الإخوان" المسلمين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة