تشهد مصر مؤخرًا حالة من الاحتقان السياسى، انعكست بدرجة كبيرة على المستوى الاجتماعى، وعلى الحوار حتى بين الأصدقاء وأفراد الأسرة الواحدة، ويرجع الدكتور أحمد عبد الله أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق هذا الاحتقان إلى أسباب عدة، أهمها الانتشار الكبير للمعلومات غير المدققة، والعجز عن استيعاب الاختلاف فى الرأى، الذى يعكس ضيق الأفق لدى الكثيرين، إضافة إلى ميلنا الدائم للتصنيف إلى رأيين (الرأى والرأى الآخر) دون تقبل أن يكون هناك رأى ثالث يتفق فى بعض النقاط مع الأول، ونقاط أخرى من الرأى الثانى، ولكن للأسف يلفظه أصحاب الرأيين، لأنه يختلف معهما فى بعض النقاط".
ويضيف "ومن أهم أسباب الاحتقان أن الكثيرين يتعاملون من رأى ما على أنه "الحق" وكل ما دونه خطأ أو باطل أو كفر، وهذا يرجع إلى أننا تربينا منذ الصغر على أن هناك "الرأى الصواب" رغم أن كل رأى قابل للصواب والخطأ وقابل للتغيير كذلك".
ويشير أستاذ الطب النفسى إلى أن الحوار بشكل عام له علوم، يجب دراستها وتعلمها والتدريب على تطبيقها كعلم المنطق الذى يعلمنا ما هى الحجة وكيفية تفنيدها، وكيفية اكتشاف الخدع التى يمارسها الآخر لإقناعنا برأيه، والفلسفة التى تعلم الإنسان التفكير الفلسفى وكيف يوسع أفقه، وكذلك علم التفاوض الذى يعد أحد العلوم الهامة جدًا فى الوقت الحالى والذى يدرس أنواع الحوار والنقاش.
ويوصى الدكتور على ليلة أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس كل متعصب لرأيه لابد أن يرجع إلى رشده ويتعقل، ويتأكد أن الخلاف الدائر خلاف سياسى لا دينى، وينظر لأهله وجيرانه ويرى أنهم متشابهون رغم اختلافهم فى الرأى.
ويؤكد أن هذا الحوار العنيف سيختفى بمجرد أن تدور العجلة، وتستقر الأحوال ويختار الرئيس الجديد حكومته التى ستبدأ تسيير الأعمال.
خبير نفسى: المعلومات غير الدقيقة وضيق الأفق سبب العنف فى الحوار
السبت، 06 يوليو 2013 04:11 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة