تواصل الأربعاء التجاذب السياسى فى تونس بين حركة النهضة الإسلامية ومعارضيها حول مصير الحكومة التى تقودها الحركة، إثر اغتيال نائب معارض ومقتل ثمانية عسكريين على الحدود مع الجزائر فى حادثتين اججتا الأزمة السياسية ورفعتا خطر التهديدات "الإرهابية"، وقصف الجيش التونسى الأربعاء بقذائف الهاون أماكن فى جبل الشعانبى بولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر، يشتبه بأن "إرهابيين" قتلوا ثمانية عسكريين تونسيين يتحصنون فيها على ما أفاد مراسل "فرانس برس" نقلا عن مصادر أمنية.
واندلع حريقان كبيران فى الجبل بسبب القصف وفق المصدر نفسه، وترتبط تونس بحدود برية مشتركة مع الجزائر تمتد حوالى 1000 كلم، وتسلل "إرهابيون" عبر هذه الحدود مرارا إلى تونس، والاثنين، قتلت مجموعة مسلحة فى كمين ثمانية عسكريين تونسيين واستولت على أسلحتهم ولباسهم العسكرى ومؤونتهم الغذائية بعدما ذبحت خمسة منهم بحسب ما نقل التلفزيون الرسمى مساء الثلاثاء عن مصدر قضائى، ودعت وزارة الدفاع الأربعاء التونسيين إلى "اليقظة".
وقالت فى بيان "إن أمن تونس مسئولية مشتركة يتقاسمها الجميع كل من موقعه وهو ما يدعونا إلى ملازمة اليقظة والابتعاد عن حملات التشكيك والمزايدات والعمل على استثمار معانى الوطنية الصادقة ووضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار لإنجاح الانتقال الديمقراطى ودعم مناعة تونس وعزتها وإعلاء شانها بين الأمم"، وأكدت الوزارة "إن المؤسسة العسكرية منذ انبعاثها ظلت ولا تزال مؤسسة جمهورية فى جوهرها ومبادئها وعقيدتها وملتزمة بالحياد التام بعيدة عن التجاذبات السياسية وعلى نفس المسافة من كل الأحزاب السياسية. وقد مثل ذلك عاملا أساسيا فى نجاحها فى القيام بمهامها وفى ترسيخ مفهوم الدولة ومتطلبات المحافظة على استمراريتها رغم الأحداث التى عاشتها".
وشكرت الوزارة للتونسيين ما أبدوه من "مظاهر التضامن مع الجيش الوطنى من طرف مختلف الشرائح الاجتماعية ومكونات المجتمع المدنى أثر استشهاد ثمانية عسكريين فى كمين نصبته مجموعة إرهابية يوم الاثنين الماضى بجبل الشعانبى"، وأجج مقتل العسكريين الثمانية أزمة سياسية اندلعت إثر اغتيال النائب المعارض بالبرلمان محمد البراهمى (58 عاما) الذى قتل بالرصاص فى 25 يوليو الحالى أمام منزله فى العاصمة تونس، ومنذ اغتيال البراهمى تطالب المعارضة العلمانية باستقالة الحكومة التى يرأسها على العريض القيادى فى حركة النهضة، وبحل المجلس التأسيسى (البرلمان) وتشكيل حكومة "إنقاذ وطنى" تضم "مستقلين" لا يترشحون للاستحقاقات الانتخابية القادمة.
وتخرج كل ليلة فى مناطق عدة بالبلاد تظاهرات ضد الحكومة وأخرى مؤيدة لها، ورفضت الحكومة وحركة النهضة مطالب المعارضة واقترحت "توسيع" الحكومة، وقال راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة الأربعاء فى تصريح لإذاعة "شمس إف إم" الخاصة "نحن مع الحوار والوحدة الوطنية والتوافق واعتبار المجلس الوطنى التأسيسى خطا أحمر باعتباره أصل الشرعية"، وليل الثلاثاء - الأربعاء انفجرت فى مدينة المحمدية، 20 كلم جنوب العاصمة تونس، عبوة ناسفة محلية الصنع كانت تستهدف سيارة حرس (درك) دورية أمنية بدون أن تسفر عن ضحايا أو أضرار.
تونس: أزمة سياسية وأمنية والبلاد تواجه خطر "الإرهاب"
الأربعاء، 31 يوليو 2013 06:38 م
المعارض محمد البراهمى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة