لجأ بعض مؤلفى الدراما الرمضانية هذا العام إلى الاستعانة بقصص بعض الأفلام الأجنبية وتحويلها إلى مسلسلات تليفزيونية، ولكن بالروح المصرية، ولم يكتفوا بنقلها فقط بل حولوها إلى أعمال درامية مكونة من 30 حلقة، وهو ما يؤكد قلة حيلة بعض هؤلاء المؤلفين، والتأكيد على وجود أزمة فى طرح أفكار جديدة.
ومن هذه الأعمال مسلسل «العراف»، للنجم عادل إمام، من تأليف يوسف معاطى، الذى تدور أحداثه حول رجل يشتهر بـ«العراف»، محترف النصب، حيث يتبع كل الطرق فى تحقيق ما يريد دون أن يستطيع أحد كشف هويته، كما يتقمص كل الشخصيات بسهولة منها اللواء والسفير ورجل الأعمال وغيرها من أجل أن ينفذ عمليات نصبه على كل المحيطين به.
وحينما ترى مغامرات عادل إمام فى «العراف»، يأتى فى ذهنك أحداث فيلم Catch me if you can»»، أى «أمسكنى لو تعرف» للنجم الأمريكى ليوناردو دى كابريو، والذى تم إنتاجه عام 2002، للمخرج ستيفن سبيلبرج، حيث ستجد الإطار الدرامى للفيلم وتتابع أحداثه يتطابقان مع أحداث المسلسل بشكل لافت للنظر، وترى أن نفس مغامرات عادل إمام فى المسلسل تتشابه إلى حد كبير مع مراوغات ليوناردو دى كابريو فى الفيلم الأمريكى، أما دور حسين فهمى الذى يلعبه بحلقات «العراف»، وهو لواء الشرطة الذى يسعى للقبض على هذا النصاب ويسافر خلفه فى كل مكان يذهب إليه العراف، ولكن دائما مايصل متأخرا، فهو نفس الدور الذى جسده النجم العالمى توم هانكس بالفيلم نفسه، الذى تدور أحداثه حول الفتى فرانك ابيجنايل «ليوناردو دى كابريو» الذى يهرب من بيت عائلته وهو فى سن السادسة عشرة، ويعتمد على مهارته فى تزوير الشيكات المختلفة، يستخدم فرانك هذه المهارات فى تحصيل أكثر من 2.5 مليون دولار خلال عمليات التزوير، وفى المقابل نجد الضابط الفيدرالى كارل هنراتى «توم هانكس» يطارد فرانك فى مطاردات دولية، ولكنه يجد نفسه متأخرا خطوة عنه دائما.
أما مسلسل «لعبة الموت»، للنجمة اللبنانية سيرين عبدالنور وماجد المصرى وعابد فهد، فلم تقدم مؤلفته ريم حنا أى جديد، بل لجأت لاستنساخ فيلم النجمة الأمريكية الشهيرة جوليا روبرتس» Sleeping with the Enemy»، لنرى أن أحداث المسلسل لا تختلف بأى شكل عن قصة الفيلم، حيث تدور أحداث العملين حول المرأة الجميلة «نايا» التى هربت من زوجها العنيف والقاسى الرافض لفكرة الطلاق حتى لو أدى ذلك إلى قتلها، فى حين تتعرف على مهندس فى الأربعينيات من عمره يدير شركة دراسات هندسية تبدأ بينه وبين نايا قصة مشاعر غير محددة المعالم، لتتحول إلى قصة حب تلهب القلوب، يكتشف عاصم أن زوجته «نايا» لم تمت بعد أن كان قد اعتقد أنها انتحرت غرقا، ويزداد شراسة أكثر حين يعلم بعلاقتها مع رجل آخر فيقرر الانتقام من الاثنين معا.
وتجد أن هناك تشابها كبيرا أيضا بين أحداث مسلسل «اسم مؤقت»، والذى يشهد ثانى بطولات يوسف الشريف مع المخرج أحمد نادر جلال، والفيلم الأمريكى «Unknown» الذى قام ببطولته ليام نيسون، ودار حول عالم نباتات وأغذية يسافر إلى إحدى الدول، من أجل العمل على مشروع، ولكنه يتعرض فى ذلك البلد لحادث يفقد على أثره الذاكرة، ولكن لعب مؤلف العمل محمد سليمان عبد المالك على التغيير فى أحداث الحلقات ليخرج السياق الدرامى العام بشكل مختلف إلى حد ما عن أحداث الفيلم، حيث يحكى المسلسل قصة «يوسف رمزى» رجل أعمال مصرى هاجر قبل سنوات يعود لمصر لكى يدعم أحد مرشحى الرئاسة يتعرف فى الطائرة على المضيفة هالة مراد، وبعد وصولها يدخلان فى علاقة حب، وفى إحدى المرات يدعوها إلى العشاء ويتعرض بعدها لحادث سطو مسلح وبلطجة ويدخل فى غيبوبة يفيق منها فاقدا للذاكرة لا يعرف شيئا عن نفسه، والمسلسل يشارك فى بطولته شيرى عادل وميريهان حسين.
وتتشابه أحد خطوط مسلسل «نيران صديقة» من بطولة منة شلبى ورانيا يوسف وكندة علوش، مع الفيلم الأمريكى «SAW» أى اللغز، وهو من أشهر سلسلة أفلام السينما الأمريكية، حيث التشابه يقع فى الجزء الخاص بوجود شخص غامض يرسل لهم التهديدات التى تجعل مجموعة من الأصدقاء تعيش فى قلق مستمر، والعمل يشارك فى بطولته عمرو يوسف وصبرى فواز، من تأليف محمد أمين راضى، وإخراج خالد مرعى.
وفى هذا الصدد، يقول الناقد رامى عبدالرازق لـ«اليوم السابع» إنه ليس عيبا أن يكون هناك نوع من الاقتباس، ولكن العيب أن تكون هناك جريمة كاملة أى يصل الحد إلى ترجمة سيناريو الأفلام الأجنبية وتحويلها إلى مصرية، موضحا أن أكثر أعمال هذا العام تم نقلها حرفيا من مسلسل «العراف»، للنجم عادل إمام، من تأليف يوسف معاطى، حيث تم دمج أحداث الفيلم من خليط من الأعمال الأجنبية وتم ضربهم فى خلاط عادل إمام، من هذه الأفلام Ocean>s Eleven، للنجم جورج كلونى، والفيلم الأمريكى «القديس»، بالإضافة إلى فيلم «المنتحل»، مشيرا إلى أن مؤلف «العراف» اعتمد على أن جمهور عادل إمام معظمه من ربات البيوت وهو الجمهور الذى لا يقبل على الأفلام الأجنبية ولايعرف شيئا عنها، ومن هنا لن يستطيع المقارنة بما يقدمه مع أى من الأعمال الأجنبية، الذى يشاهدها من مصر طبقة المراهقين فقط. وأضاف عبدالرازق أن مسلسل «لعبة الموت» نموذج للمسلسل اللبنانى الذى لا يحقق نسب مشاهدة عالية، فيكون عملا معتمدا على المشاهد الطبيعية التى تمتلئ بها لبنان، ويبتعد عن القصة والهدف مثلما هو حال الدراما السورية والمصرية.
مشيرا إلى أن المسلسل مأخوذ بالنص من الفيلم الأمريكى الشهير Sleeping with the Enemy، وأوضح عبد الرازق أن مسلسلى "اسم مؤقت" و"نيران صديقة"، لم يتم سرقتهما من أعمال أجنبية، وإن كان هناك اقتباس لأحد الخطوط الدرامية لكلا العملين، ولكن مؤلفيهما بذلا بعض المجهود فى تطوير أعمالهما ووضعا عليهما نوعا جديدا من الأحداث، ولم يكتفيا بنقلهما مثلما حدث فى مسلسلى "العراف" و"لعبة الموت".
عدد الردود 0
بواسطة:
ramadan
سيبك انت