"الشرشابى".. طوال الأسبوع مدير فى بنك وفى يوم عطلته يتجمع مع شباب المصورين "فى حب الفوتوغرافيا" لينقل إليهم خبراته.. كل سبت يدخلون البهجة لشارع.. يصورون سكانه وينشرون صورهم على حبال ليراها الجميع.
منذ 50 عاماً، بدأ عشقه للفوتوغرافيا، حين أهداه والده أول كاميرا فى حياته "الكودك الصندوق"، وحين صار شاباً امتلأت الجدران الأربعة لغرفته بالصور حتى وصلت إلى السقف، وبعد أن أصبح أحد شيوخ المهنة ثارت بداخله غريزة حب العطاء وأراد أن ينقل خبرته للأجيال الأحدث، فصار يتجمع مع تلامذته وزملائه فى عشق المهنة يوم السبت من كل أسبوع يتبادلون الخبرات، ويدخلون البهجة والسعادة إلى الصغار والكبار ليضحكوا "فالصورة تطلع حلوة".
"مصطفى الشرشابى" أحد مديرى بنك الاستثمار العربى وعاشق التصوير، "أسس قبل عشر سنوات مجموعة، تجمعت "فى حب الفوتوغرافيا" وهو اسم الجروب الذى دشنوه بعد ذلك على موقع التواصل الاجتماعى للاتفاق على تفاصيل مقابلتهم الأسبوعية كل سبت، ونشر الصور التى التقطوها خلال اليوم، فعل ذلك لأنه شعر بأن لديه رسالة ودور فى الحياة وهو المساهمة فى تغيير وعى المجتمع فى المجال الذى يعشقه بعد أن رصد ظاهرة عداء للفوتوغرافيا فى مجتمعنا تجلت بأبشع صورها فى استهداف أعين المصورين خلال ثورة يناير وما تلاها من أحداث، مؤكداً بانفعال "النظام اللى يخاف من شخص يحمل كاميرا نظام عامل عملة"، ولذلك فكر فى كيفية نقل هوسه بالتصوير إلى بقية أفراد مجتمعه أو على الأقل أن يساهم فى توقفهم عن معاداة الصورة، وأعد هو مجموعته خطة محكمة، وذهبوا إلى شارع المعز وجلسوا فى أحد المقاهى الشهيرة هناك وبدأو فى تنفيذ خطتهم.
الشرشابى صاحب الستين عاماً ومعه نحو 50 مصورا شابا جلسوا فى المقهى وبدأو يلتقتون صور لبعضهم البعض ليثيروا فضول المارة ويتجاذبون معهم الحديث حتى يقنعوهم بأن يجلسوا على كرسى التصوير، ثم تنقلوا بين الباعة الجائلين وأصحاب المحلات والورش يحدثونهم ويلتقطون لهم الصور، وفى الأسبوع الذى يليه عادوا بحصيلتهم من صور الأسبوع الماضى، وأحضر الشرشابى حبلاً ومشابك ونشر تلك الصور فى قلب الشارع، وتجمع حولها أهل المنطقة، وأخذوا يتعرفون على أصحابها من جيرانهم ومعارفهم، ويطلبون أن يلتقطوا لهم صور مماثلة، وبعد أن نجحت خطته أصبح يكررها كل فترة فى شارع مختلف ليدخل الفرحة للقلوب ويخلص النفوس من عدائها الغير مبرر لالتقاط الصور، وهو يؤكد، "لو المبادرة اتعملت فى كل شوارع مصر هنقضى على الظاهرة دى".
يتحدث عن شباب المصورين الذين يتجمع معهم كل سبت باعتبارهم أبنائه، فهو يرغب أن ينقل لهم كل ما تعلمه ليختصروا سنوات كثيرة، وينزعج كثيرا متى سأله أحدهم ما الفائدة التى تعود عليك من وراء ذلك، فبالنسبة له الحب هو أكبر مكسب. حبه لهم وحبهم له، وحبه للعطاء "الناس العبيطة فاكرة أن السعادة فى الأخذ" يقولها مبتسما ابتسامة العارف ما لا يعرفه كثيرون.
الدفاع عن الحق فى التصوير هو قضية حياته، ويأخذ حجته من الدساتير التى مرت على مصر من أول دستور1923 وحتى دستور الإخوان 2012 حيث أكدوا فى نصوصهم على الحق فى حرية التعبير سواء بالقول أو الكتابة أو التصويرـ وهو ما نص عليه أيضاً الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى المادة 19، لذلك "من يمنعك من التصوير يمنعك من حقك الدستورى مستغل جهلك".
"بنعتبر كل سبت أن ده تجمع العيلة، عيلة المصورين"، فلا أحد يبخل على الآخر بمعلومة، أو أداة من أدوات التصوير ونتجمع كلنا فى حب الفوتوغرافيا".. يقولها المصور كريم عبد العزيز أحد أبناء "الشرشابى" فى المهنة.
فرقة فى حب الفوتغرافيا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة