محمد جرامون يكتب: من يملأ فراغ الوطنى والإخوان؟

عاش الشعب المصرى ثلاثة عقود من الظلم والفساد والتزوير وإهدار للكرامة فى عهد الحزب الوطنى بقيادة مبارك وتم تجريف الحياه السياسية وإضعاف الحياة الحزبية ولم يُسمح لأى حزب سياسى معارض بأن يكون معارضاً ومنافساً حقيقياً وفى حالة ظهور أى بوادر لظهور حزب قوى يتم إختراقة وتفكيكة وتلفيق التهم لقياداته وبعد أن وصل الخناق والضجروالتزوير الفاضح لأقصى مدى قامت ثورة 25 يناير لتنهى هذا العهد بظلمه وفساده وتزويرة وأنتلقت الحريات وحرية تكوين الأحزاب، وبعد خلع مبارك فوجى الجميع أنه لا يوجد بديل للحزب الوطنى المنحل سوى جماعة الإخوان المسلمين باعتبارهم الكيان الوحيد المنظم والذى يمتلك قواعد فى الشارع المصرى , وبالفعل استطاع الإخوان وحزبهم السياسى الحريه والعداله الوصول لحكم البلاد فأصبح الدكتور مرسى رئيساً للبلاد وسيطروا على مجلسى الشعب والشورى والوزارة. وبعد عام من حكمهم جاءت الموجه الثوريه الكبيرة فى 30 يونيه لتُنهى حكم الإخوان بعد عام من الفشل الكبير فى إدارة حكم البلاد للإعتماد على أهل الثقة فقط دون البحث عن أهل الخبرة والكفاءه وتم إختيار حكومه من أفشل الحكومات فى تاريخ مصر برئاسة هشام قنديل وتوالت الأزمات التى أحكمت الخناق على المواطنين وفقد الإخوان بأيديهم الكثير من رصيدهم فى الشارع ورغم كثرة النصائح والنداءات بضرورة تغيير الحكومة لتدنى أدائها إلا أن الأذان قد صُمت فى ظل سكرة وشهوة الحكم والسلطه. والسؤال الذى يطرح نفسه الأن من يستطيع أن يملأ الفراغ السياسى والحزبى التى تعيشه البلاد بعد إنهيار الحزب الوطنى وحله وتصدع جماعه الإخوان المسلمين وحزبها وفقدانها الكثير من رصيدها فى الشارع المصرى , ورغم أن هناك 74 حزباً فى مصر إلا أنه حتى هذه اللحظه لا يوجد أى حزب أو حركه قادره على ملء هذا الفراغ السياسى والحزبى وحتى جبهة الإنقاذ التى تتكون من العديد من الأحزاب وتضم فى عضويتها العديد من الشخصيات السياسية مازالت عاجزه عن تحقيق تواجد حقيقى لها ورصيد واقعى فى الشارع. فهل يا تُرى ستحمل الأيام القادمة مولد حزب أو كيان سياسى جديد يستطيع ملء هذا الفراغ ؟