مشاهد لن تمحى من ذاكرتى، أحدهم أثناء ثورة يناير المجيدة بعد عودتى من الميدان والكل ينظر إلى على أنى خائن وربما أتبع أحد الأجندات الأجنبية التى تهدف لإسقاط مصر، بل والبعض اعتبرنى خائنا وعميل لجهات أجنبية بسبب مطالبتى بالقصاص لشهداء ماتوا فى عصر المرحلة الانتقالية
مازلت أتذكر هذه الأيام بمنتهى الأسى من السبب فى حملة التخوين الواقعة على الثوار؟ من السبب فى تشويه مبادئنا وأفكارنا.. من السبب فى تشفيير هتافانا.. من السبب فى غلق سبل التواصل مع الميدان والثوار الآن.
لعل من أشهر الأسباب هم الثوار أنفسهم.. فمنذ ثورة يناير وانشغل الثوار بالميادين ولم يهتموا بالشوارع الجانبية.. انشغل الثوار بقضايا الشهداء والمصابين ومحاولتهم لتحقيق مطالب ثورتهم , بات الثوار فى اعتصامات لا نهاية لها ثم يستيقظوا على المحاكم والنيابات لحضور جلسات اخوتهم ممن حبسوا واعتقلوا فى سجون قمع الانظمة المختلفة , المشكلة الحقيقة أنهم لم ينتبهوا للشارع كثيرا ولم يشركوه معهم فى مشاكلهم وقضيتهم ,كان عليهم أن يذهبوا على القهاوى والمتاجر ليتحدثوا مع الشعب عن أهدافهم ومطالبهم , كان عليهم أن يعرفوا رأى الشارع فيهم ويتجادلوا حول تصرفاتهم مع الأنظمة , كان عليهم أن يعرفوا الشارع مبادئهم وهتافاتهم ولماذا هتفوا فى وجه الأنظمة كان عليهم أن يعرفونا أنهم ليسوا بخونة او جاحدين , كان عليهم ان يعرفونا انهم ليس بملحدين أو ضد الأديان والاستقرار.
نعم الخطأ الأول هو على الثوار الذين تركوا المصريين عرضه لتوجيهات إعلامية يمارسها النظام بالضغط على عقول المواطن وفى بعض الأحيان على وطنيته ونزعته الدينية ليشوه المحتجين ضده , فالدور الثانى لأزمة التواصل بين الثوار والشارع تعود إلى الإعلام الذى سلط الأضواء على حملات لتشوية الثورة والثوار عن طريق قنوات بعينها وإعلاميين بعينهم.
الدور الثالث هو على المواطن نفسه , الذى اصبح موجه على فكر معين بفضل الإعلام والنظام الحاكم , لماذا لم ينزل إلى الميادين للتواصل مع الثوار ,ليتعرف على افكارهم بنفسه , ليتبنى تصرفاتهم ويقودها إلى الصواب إن كانوا مخطئين فى نظره. لماذا فضل اخذ معلومات عنهم من الاعلام , لماذا لم يحتك بهم ليعرفهم عن قرب.
فى آخر المقال علينا جميعا أن نعترف أن الكثير من الثوار أصبحوا مشوهين وأن الدور الأول للثوار فى هذه الفترة هو محاولة توضيح وتقريب وجهات النظر مع كل المعارضيين ثوار كانوا يتبعون النظام السابق أو النظام الأسبق , فالمصالحة الحقيقية تأتى بعد تفهم كل طرف وجهة نظر الآخر , وهذا ما نتمناه جميعا.
وأخيرا علينا جميعا الاعتذار للشعب المصرى على عدم التواصل الفترة الماضية ونعدكم بحملات تواصل عن قريب بإذن الله تعالى.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة