بين أزقته، ينتشر الباعة السوريون فى سوقهم التجارى الجديد، حيث يجد اللاجئون ملاذهم بعيداً من العيش على بعض المساعدات، التى يقدمها فاعلو الخير فى شهر رمضان.
فى محل صغير على أطراف سوق الجيزة وقفت ''أم على'' واحدة من سيدات سوريا، التى نزحت من بلدها إلى مصر مع ثلاثة عشر أسرة، تبيع ملابس مستوردة و منتجات جلدية من الجاكيت للحذاء والشنط الحريمى، والإكسسوارات والفضيات المستوردة، بأسعار رخيصة.
بابتسامتها المعهودة وبلهجة سورية تقول: "لا أشعر بقدوم شهر رمضان، ونحن خارج بلادنا سوريا، بل على العكس أشعر أنى داخل وطنى تماما بسبب معاملة المصريين الطيبة، وفى السوق نبيع باطمئنان، ويتعامل معنا الكبير والصغير بود واحترام".
وتضيف: عرفنا شهر رمضان فى طفولتنا مناسبة خاصة للمودة والتراحم، شهراً للخير والبركة والتضامن والتكافل الاجتماعى، ينتظره الناس جميعاً من عام لآخر لما كان يحمله معه من الهدوء والسكينة والأمن والطمأنينة وراحة النفس والبال، فقد كانت روح الإيثار تنتشر فيه بصفة خاصة، ويحصل كل ذى حاجة على حاجته، مهما بلغت من الصعوبة فى غير أيام رمضان.
"عباس" يبيع الجواكت الجلدية الرجالى لتغطية نفقات معيشته بعد هربه من سوريا مع زوجته وأبنائه، تاركاً كل ما يملك بسبب الحرب، ولم يجد أمامه سوى افتراش الأرض فى سوق الجيزة، بديلا عن مد اليد لاستجداء العطف والمساعدات.
"نبيلة" هذا اسمها تقف بجوار فرشة "عباس" تبيع هدايا فضية، تشتكى من ضعف الإقبال على فرشتها وأضافت أن زوجها مات أثناء القذف على بلدتهم، فهربت عن طريق الأردن، ولم تجد سوى دولة مصر لتحتضنها، واختارت سوق الجيزة لبيع منتجاتها اليدوية.
''بنحب مصر كتير''.. قالها ''أبوعمر'' بائع الحلويات وهو يتمنى الخير لوطنه الثانى مصر، ويتمنى أن يحرر الله أرضه سوريا، وينعم عليها بالاستقرار لكى يتحقق حلمه بالعودة مرة أخرى إلى وطنه.
أشرف - بائع ملابس بسوق الجيزة - لم يبدُ عليه الارتياح لحال السوق قائلا: أغلب الأماكن مستغلة من قبل الإخوة السوريين، والحال واقف والسوريين ومنتجاتهم أكلوا الجو مننا"، مؤكدا أنه فى مثل هذا الوقت من العام كان يزيد دخله اليومى عن 200 جنيه.
"حسين" موظف، يقول دائما أتردد إلى السوق، ليس من أجل شراء الخضروات والفاكهة ولكن لأشترى الملابس الرجالى والأحذية، وملابس الأطفال، ويضيف: اشتريت جاكيت لابنى بـ200 جنيه، فى حين يباع فى السوق ذاته بنفس جودته بمبلغ 500 جنيه.
أما داليا "28 سنة" ربة منزل، تقول أنها كلما تتجول فى السوق تنسى أنه فى الأساس يبيع الخضار والفاكهة بسبب كثرة انتشار سوق الملابس الجاهزة والمستوردة خاصة من جانب الأخوة السوريين.
وتضيف "نحن ننظر للباعة السوريين على أنهم أشقاء يجب مساعدتهم، وتؤكد "لدى ٣ أطفال، ورخص الأسعار هنا يساعدنا على شراء الملابس لنا جميعاً الحريمى والأطفالى والرجالى، فقد كسوت أولادى الثلاثة بـ٣٠٠ جنيه، وهى ملابس ذات جودة عالية وذوق عالى وموديلات حديثة".





