"يلا بينا نتمرجح سوا".. بلهجة حماسية أعلن مطرب الفرقة المتواضعة المكونة من عازف أورج وطبال ورقاق عن الأغنية التالية، التى سيقدمها لمستمعيه "الدنيا زى المرجيحة" ليعلو تصفيقهم ويرددون وراءه كلمات الأغنية الشعبية الشهيرة.
لم يكن يعتلى مسرح وهو يؤدى فقرته ويقف وسط الجماهير القليلة التى التفت حوله فى نصف دائرة، فكل ما يحتاجه هو قميص حرير مزركش وميكرفون ليجذب الزبائن للجلوس على مقاعد القهوة الملاصقة للأبواب الجانبية لمسجد سيدنا الحسين.
بطول الشارع اصطفت المقاهى دون فواصل بين الواحدة والأخرى، وفى كل منها تجد فرقة شبيهه تبدأ فقراتها اليومية فى رمضان، من الساعة العاشرة مساء فور انتهاء صلاة التراويح وحتى قبل الفجر بقليل، فالسهر يحلو فى رحاب الحسين فى رمضان.
"بنجر رجل الزبون".. هكذا برر حسين سعيد ابن صاحب قهوة الدراويش، تعاقد القهوة مع الفرقة الموسيقية التى تحى ليالى رمضان منذ 50 عاما، وفى باقى الأيام تسترزق فى الأفراح الشعبية والموالد، و بفخر يشير إلى أن قهوة الدراويش هى الوحيدة التى تتواجد فيها الفرق الموسيقية يومى الخميس والجمعة طوال العام، بينما يتواجدون فى المقاهى المجاورة فى رمضان فقط.
يشكو "سعيد" من أن الأوضاع السياسية المضطربة أثرت على الرزق الوفير الذى كان يأتى إليهم فى الشهر الكريم "الدنيا مريحة والناس خايفة تنزل الشارع عشان القلق والضرب اللى بيحصل كل يوم والتانى، وبنحاول نجذبهم بأى طريقة عشان ناكل عيش وعندنا أماكن للعائلات وأماكن للشباب"، و"اللى بيجى عندنا بيقضى أحلى سهرة".
وفى قهوة المعلم "سعد زغلول" المزينة بالأنوار والفوانيس تتواجد فرقة نجم الأورج حسن البرنس يوميا فى رمضان، وينوه صاحب أغنية "من خمسة لخمسة ونص" بفخر أن فرقته مكونة من 52 عضوا لكنه يأتى بثلاثة فقط من الأساسين فى فرقته لقهوة زغلول ليحى ليالى رمضان لأن "الأفراح والفنادق مش بتشتغل فى رمضان فبنيجى هنا نفرح زوار الحسين"، بينما يفتخر "زغلول" بوجود النجم الشعبى الذى يغنى منذ 25 عاما فى قهوته مؤكدا "بنحاول بالأنوار والزينة والفرق والحركات دى نحسس الناس بالأمان، عشان ينزلوا، والزحمة فى الحسين السنة دى خفت عن كل رمضان".
بعشرة جنيهات "نقطة" يحيى مطرب الفرقة "عادل الشربينى"، صاحب الواجب "أبو سماح" فتصفق الصغيرة "سماح" لأن اسمها ذكر فى الميكرفون، وتنظر حولها بفرحة طفولية فتجد الوجوه البشوشة التى تركت الهم خلفها وجاءت لقضاء سهرة رمضانية ممتعة تبادلها الابتسام، فالأجواء المضطربة لم تمنع والدها من أخذها لتناول السحور فى الحسين مؤكداً "سبناها على ربنا وجينا، كل يوم سياسة ونكد فقلت النهار ده أفرح العيال وأوديهم الحسين".
صاحب"أغنية من 5 لـ5 ونص": مفيش أفراح فى رمضان فبننزل القهاوى
الخميس، 25 يوليو 2013 10:41 ص
جانب من أجواء الليالى الرمضانية بالحسين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة