كورونا وأعمال التوسعة يخفضان أعداد الحجاج والمعتمرين

الأربعاء، 24 يوليو 2013 11:51 ص
كورونا وأعمال التوسعة يخفضان أعداد الحجاج والمعتمرين صورة أرشيفية
جدة (ا ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دفعت المخاوف من انتشار فيروس كورونا بين المعتمرين والحجاج فى السعودية، وأعمال التوسعة الضخمة القائمة فى الحرمين المكى والنبوى السلطات السعودية، إلى فرض قيود على الحج إلى مكة المكرمة التى يزورها ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم.

وحضت الوزارة السبت الماضى كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة على تجنب أداء مناسك العمرة والحج، فى إطار الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا الذى ادى إلى وفاة 38 شخصا وإصابة 65 آخرين فى المملكة منذ سبتمبر الماضى. ووضعت شروطا تتضمن "التوصية بتأجيل مناسك العمرة والحج لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة خصوصا". وسرعان ما استجابت السلطات الصحية فى فرنسا لهذا الأمر. وأكدت المديرية العامة للصحة الثلاثاء الماضى فى رسالة عاجلة وجهتها إلى الهيئات الطبية المعنية أن وزارة الصحة السعودية "اتخذت قرارا يقيد الحصول على تأشيرة بغرض الحج والعمرة".

وأضافت أن "كبار السن (من دون تحديد العمر) والحوامل والأطفال والمصابين بإمراض مزمنة وخصوصا القلب والسكرى أو الذين يعانون من مشاكل فى التنفس أو الكلى وضعف المناعة لا يستطيعون الحصول على تأشيرة هذه السنة". وأشارت إلى أن إبلاغها بقرار المنع تم "عبر قنوات دبلوماسية". ومع ذلك، قال زياد ميمش وكيل وزارة الصحة للطب الوقائى لوكالة فرانس برس "لم نتخذ أى احتراز خاصة بفيروس كورونا فى المطارات. حتى الآن منظمة الصحة العالمية لم توص بأى إجراءات خاصة فى مداخل الدول".

لكنه أكد "استمرار الرصد الوبائى للأشخاص القادمين للحج". وردا على سؤال حول فحوصات طبية خاصة بمواطنى دول ينتشر فيها كورونا، أجاب ميمش "لا يوجد حتى الآن. نتبع اشتراطات منظمة الصحة العالمية، وإذا كانت هناك اشتراطات جديدة سنستخدمها". كما تضمنت اشتراطات الوزارة "مجموعة من النصائح والإرشادات الصحية التوعوية للمواطنين والمقيمين والمعتمرين والحجاج"، وأكدت "أهمية التطعيم ضد الانفلونزا" خصوصا المصابين بأمراض مزمنة.

ومعظم الإصابات بهذا الفيروس القريب من الالتهاب الرئوى الحاد (سارس) قد سجلت فى السعودية، وخصوصا فى منطقة الإحساء. كما سجلت حالات أخرى فى قطر والأردن وتونس والإمارات العربية المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا.

وقبل عشرة أعوام، تسبب فيروس سارس الذى انطلق من الصين، بوفاة أكثر من 800 شخص، وأثار القلق فى العالم.

لكن الفيروس الجديد مختلف عن سارس، خصوصا لأنه يؤدى بسرعة إلى إصابة المريض بالفشل الكلوى. من جهتها، تترك أعمال التوسعة فى الحرمين المكى والنبوى التى تبلغ كلفتها مليارات الدولارات أثرها الكبير أيضا على أعداد المعتمرين والحجاج. وقال سعد القرشى عضو مجلس إدارة غرفة تجارة مكة لفرانس برس "تم السماح للشركات والمؤسسات بنصف مليون معتمر من جميع أنحاء العالم خلال رمضان"، حيث ترتفع وتيرة المشاركة فى العشر الأواخر خصوصا.

وأضاف أن "أعداد المعتمرين فى رمضان الماضى قاربت المليون شخص، أى أن نسبة الانخفاض تبلغ خمسين فى المئة تقريبا". وتوقع القرشى أن "تصل خسائر الشركات والفنادق والنقل إلى 450 مليون ريال (120 مليون دولار) خلال رمضان" الحالى جراء خفض أعداد المعتمرين. لكنه أوضح أن هناك توازنا فى أعداد المعتمرين طوال العام باستثناء رمضان "فقد وصلت أعداد كبيرة منهم طوال الأشهر الأخرى وإذا حسبنا الإجمالى فسنجد أنها مثل العام الماضى". ومن تأثيرات أعمال التوسعة وكورونا تراجع الحجوزات فى الفنادق الفخمة المطلة على الحرم المكى. وأفادت تقارير إعلامية أن كلفة الإقامة فى العشر الأواخر من رمضان فى جناح فندق عالمى فخم انخفضت إلى 70 ألف ريال (18,7 الف دولار) لشهر رمضان كاملا بدلا من 180 ألف ريال (48 ألف دولار)، أى بتراجع نسبته 61 فى المائة.

من جهتها، دعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام المواطنين والمقيمين إلى "تأجيل أداء مناسك العمرة لسلامة الطائفين".

وأضافت عبر رسائل نصية أن "تأجيلك مناسك العمرة دليل اهتمامك بسلامة إخوانك الطائفين وتفهمك جوهر مصلحة المسلمين". وكانت السلطات قد أعلنت فى يونيو الماضى خفض عدد الحجاج المسموح لهم بأداء الفريضة هذه السنة بسبب أعمال التوسعة. وقال وزير الحج بندر الحجار أن عدد حجيج الخارج سيتم تخفيضه بنسبة عشرين فى المئة، ومن داخل المملكة بنسبة خمسين فى المئة.

وكان 3,1 ملايين شخص أدوا فريضة الحج العام الماضى غالبيتهم من خارج المملكة. وستضيف أعمال التوسعة 400 ألف متر من المساحات، وسترفع القدرة الاستيعابية للحرم المكى إلى 2,2 مليون شخص فى الوقت ذاته. وتصل القدرة الاستيعابية للحرم حاليا إلى 1,5 مليون شخص. والحصة المخصصة لكل بلد مسلم محددة عموما بألف حاج لكل مليون نسمة من السكان. وفى هذا السياق، دعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى الدول الأعضاء إلى الاستجابة لمطلب السعودية بتقليص أعداد الحجاج، مشيرة إلى أن قرار التقليص "سيكون مؤقتا لحين الانتهاء من التوسعة".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة