لعل الصدفة وحدها هى التى لعبت دور فى وقفته فى هذا المكان على ناصية شارع المدرسة الناصرية المتفرع من شارع شامبليون، فلم يخطر فى باله منذ أكثر من 35 عاما، وهو موظف بالمصانع الحربية أن يترك هذا العمل ليتحول من "محمد درويش"، إلى "محمد وردة" بائع الورد بشارع شامبليون، فقد ترك وظيفته من أجل حبه للورود والأزهار.
عندما تنظر فى تجاعيد وجهه التى يملئها بعض الشعر الأبيض فى لحيته ووجهه الذى ترتسم عليها ابتسامة رقيقة يواجه بها زبائنه الذين يعرفهم جيدا ويعرف طلباتهم، محمد وردة كما يعرفه زبائنه صاحب 35 عاما كانت بداية عمله فى بيع الورد صدفة بحته يقول "أنا كنت بحب الورد وكانت أعرف واحد ببيع ورد وكنت بحب أقعد معاه علشان الورد اللى معاه، وفى مرة عرض عليا أشتغل معاه، وقبلت على طول ومن ساعتها وأنا محمد وردة".
وبالرغم من أن مهنة الورد مهنة رقيقة، إلا أنه كان على وعى بمختلف الأحداث والقضايا، لكونه يتعامل مع الكثيرين من مختلف الطبقات والأعمار والمستويات الثقافية، مشيرا إلى أن من بين أصدقائه المقربين الذين تعرّف عليهم من خلال عمله كبائع للورد، رسام الكاريكاتير جورج بهجورى، وغيره من الفنانين والممثلين، حيث كان الورد سبب فى دخوله عالم الفن من خلال مشاركته فى عدة أفلام منها السيد العربى الذى أذيع على قناة عربية، وإبراهيم الأبيض وعمارة يعقوبيان عن طريق زبائنه من الممثلين والفنانين.
عم محمد يبيع جميع أنواع الورد المصرى البلدى مثل عصفور الجنة والكلوروز القرنفل، يقول"كل الورد اللى عندى طبيعى، وفى شركات بتيجى تاخد منى بوكيهات بصفة شهرية ثابتة، ده غير زباينى من المنطقة وفى بهوات كتيرة بتاخد منى وشخصيات مشهورة كمان".
أما عن يوم عمل عم محمد فهو بسيط جدا يبدأ مع دقات العاشرة صباحا برش قصريات الرود، ورش المياه أمام "الفرشة" ويجلس على المكتب الخاص به بقايا محله القديم الذى كان موجودا فى نفس المكان الموجود به حاليا، ولكن قرارا من الحى صدر بإزالة هذا الكشك وما يجاوره من أكشاك أخرى، فقرر الاستمرار فى نفس مكانه القديم من الـ10 صباحا حتى دخول المساء يجلس فيها هو وأصدقائه يتذكرون أيام الماضى وذكرياتها، ليقطع حديثهم زبون قد يطلب وردة أو بوكيه ورد كل حسب طلبه وزوقه يقول عم محمد "الورد ده زوق وكل واحد ليه زوق فى الورد، بس فى ناس بتيجى مش عارفة تختار إيه وأنا اللى بختار لها الورد حسب المناسبة اللى هو عاوزها ليها، فى وردة صغيرة ممكن تتباع بجنيه واحد وممكن ببلاش"، ويرجع ذلك لأنه يرى أن فن الورد هو فن راقى ولكن للأسف فإن "ثقافة الوردة عند المصريين اتغيرت علشان الظروف الاقتصادية، كما تتراوح أسعار بوكيهات الورد عند عم محمد بداية من 10 جنيهات حتى 100 جنيه.
عم محمد أختلف عن كل المصريين الذين يتهمون الثورة بوقف حالهم ويرى أن حال شغلانة بيع الورد مريحة من قبل الثورة يقول "حرام نظلم الثورة ونقول إنها ريحة الشغل، لأن الشغل مريح من قبل الثورة، والعملية مبدأتشى تشتغل غير بعد يوم 30 يونيو".
علشان حبة للورد..
أسمه تغير من محمد درويش لمحمد وردة
الأربعاء، 24 يوليو 2013 08:08 م
بائع الورد محمد وردة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة