خارج إطار العادات والتقاليد وعالم الصراعات والاستقطاب الذى يدور على أرض المحروسة، تستقر طاولاته المرصوصة بعناية لإقامة مائدة رحمن صغيرة بمنطقة الأمريكية فى مدينه 6 أكتوبر، يجتمع عليها عمال محلاته مع فقراء المنطقة الذين لا يهتمون بالسؤال عن تاريخ الشاب الأربعينى، الذى يقف ليشاركهم طعام الإفطار يوميا، فى الغالب يكتفون باسمه المحفور بخط عريض فوق لافتات محلاته "هانى عبده"، لم يسأل معظمهم عن ديانة الشاب الذى يقف على إفطارهم يوميا والمدونة فى بطاقته "مسيحى".
مائدة هانى للإفطار فى مدينة السادس من أكتوبر بدأت قبل ثلاثة أعوام، وتحديدا مع رمضان 2010، تستقر بدون أسماء، أو إعلانات عن وحدة وطنيه أو غيره، جاءت بعفوية واستمرت إلى يومنا هذا كما يبرر هانى فكرتها، ويتذكر لحظة بدايتها بتلقائية شديدة ويقول "فى الأمريكية معظم المكان مطاعم، وكثير من المطاعم بيطلع أكل للغلابة لكن ما بيقضيش، فى رمضان 2010 كنت قاعد وقت الفطار ولقيت مجموعة من الفقراء بيتخانقوا على الفطار، ندهت ليهم وقولتلهم انتو معزومين عندى بكرة".
وتابع: "ثانى يوم طلعت العمال بتوعى يفطروا معاهم عشان ميحسوش بتفرقة، وكانوا 15 واحد، ومن يومها واحنا بنتجمع هنا كل رمضان والأعداد بتزيد".
القصة أبسط من كده.. يقولها هانى بابتسامة وهو يعود بالذاكرة إلى بداية عام 2010 وقبل إقامة مائدته بشهور، كان يقرر أنه سيدخل الانتخابات البرلمانيه فى محافظة الشرقية، التى لم يحصل فيها أى مرشح قبطى مثلما يذكر على أكثر من مائة صوت من قبل، والمنافسة هنا كانت مع الحزب الوطنى "فلاش باك" سريع يذكره: "نزلت لقلب الناس ووقفت 6 شهور كاملة فى حل المشاكل وعرض الأفكار، وقدرت أجمع أكثر من خمس آلاف صوت بقيت بيهم أول قبطى يدخل انتخابات الإعادة فى الشرقية، وفى انتخابات الإعادة جمعت 16 ألف رغم أن الحزب الوطنى بعت بلطجية لقرى كاملة ذى قرية، كفر نوار حنا، عشان يمنعوا أهلها من التصويت ليا".
ويكمل: "رغم أنى ما نجحتش بفرق ضعيف جدا عن مرشح الحزب الوطنى وقتها، لكن القصة كانت بالنسبة ليا أهم من النجاح، أنا كنت عايز أقول إن مفيش حاجة اسمها قطبى للأمة، كنت عايز الناس تتعامل مع بعض وتقدر تحترم بعض بالكلمة، وده اللى حصل بغض النظر عن النتيجة".
ورغم كل هذا العمل فى مدينة الشرقية كانت مائدة الرحمن فى القاهرة!.. يفكر فى انتقاء الكلمات جيدا ثم يجيب: "فى الشرقية دول الناس اللى أتربيت معاهم، مش هقدر أعمل ليهم مائدة فى الشارع، ممكن نتلم فى بيت أو أساعد أى حد، أو أعمل فرن ذى اللى عملته فى قريتى بمدينة الزقازيق، لكن لما فكرت فيها بعد ما عملت المائدة هنا حسيت إنها هتبقى صعبه، والمائدة هنا بدأت بعفوية واستمرت لحد دلوقتى من غير حتى ما يتكتب عليها أنها مائدة".
يعنى إيه وحدة وطنية؟ يعنى هانى القبطى يعمل مائدة رحمن "للإفطار"
السبت، 20 يوليو 2013 06:01 م
هانى القبطى صاحب مائدة الرحمن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة