شهدت ميادين وشوارع القاهرة والمحافظات، أمس، يوماً حافلاً بالتظاهرات والوقفات والتجمعات، وتعددت بين مؤيدوين للجيش المصرى والرئيس المؤقت عدلى منصور، والاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وأخرى لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى للمطالبة بعودته للحكم مرة أخرى.
وكان من المتوقع أن تشهد مظاهرات مؤيدى المعزول حشودا ضخمة بالملايين، حسبما أكد الدكتور محمد البلتاجى والدكتور صفوت حجازى القياديان بجماعة الإخوان، بأن يوم 10 رمضان سيكون يوم النصر وعودة المعزول لكرسى الحكم مرة أخرى، وذلك عن طريق الحشود المليونية التى ستقطع كل الطرق الرئيسية وتحتل ميادين الجمهورية وتعتصم أمام المنشآت الحيوية وتشل الحياة تماماً بالدولة، وعلى عكس المتوقع شهدت تظاهرات الإخوان حالة أقرب ما تكون إلى الفشل.
ورصد "اليوم السابع" تحليلات بعض السياسيين المصريين ورؤيتهم للوقوف على أسباب فشل مليونية الإخوان بالأمس، حيث قال المستشار بهاء الدين أبو شقة، نائب رئيس حزب الوفد، إن السياسى يجب عليه التعامل على أرض الواقع، وأن يقرأ المشهد جيداً حتى يكون قراره سليماً، مطالباً قيادات جماعة الإخوان المسلمين بأن يقرأوا مشهد الشعب المصرى وهو يتظاهر ضدهم منذ 30 يونيو وحتى الآن.
وأضاف أبو شقة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه ليس من الحكمة ولا الحنكة السياسية أن يكون القرار انفعالياً أو على نحو "تهريجى"، مؤكداً أن ما يفعله قيادات الجماعة فى مصر هو من قبيل "التهريج السياسى"، موضحاً أن الإعلان عن فكرة والترويج لها وتصبح وهما فى الواقع تضيع مصداقية مروجها، محملاً قيادات الإخوان مسئولية كل قطرة دماء جديدة تسيل.
وأوضح أبوشقة أن أخطاء قيادات الإخوان تتزايد يوماً بعد يوم، وأن تلك الأخطاء تحدث فى غمرة الانفلات الانفعالى، بما يترتب عليه الوقوع فى أخطاء متكررة مع وجود أيدى ممدودة للمصالحة الوطنية، قائلا، "تلك التصرفات والمواقف لن تنتهى إلى نتيجة منطقية، لأنه لا يمكن لأى جماعة أو تجمع أن يقف أمام إرادة شعب تسانده الشرطة والجيش، وهو نوع من أنواع الانتحار السياسى".
من جانبه، قال عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، وأحد قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى، إن مليونية أمس المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى فشلت فى إرسال صورة للعالم الخارجى أن هناك جبهتين فى مصر متنازعتين، وأنه انقلاب على الشرعية.
وأضاف شكر لـ"اليوم السابع"، أن أنصار المعزول جاءوا بأقصى حد لهم على الحشد، وأنهم خرجوا عن السلمية عدة مرات أمس وتصدت لهم مؤسسات الدولة والمواطنون الشرفاء، على حد قوله، مشيراً إلى أنه لا توجد جماعة يمكن لها أن تتجاوز إرادة شعب، وتواجه مؤسسات الدولة.
وبدوره قال الدكتور أحمد دراج، القيادى بحزب الدستور، إن سبب فشل مليونية الأمس لجماعة الإخوان يرجع إلى أن الإخوان أنفسهم لديهم حالة من حالات الوهم والتضخم فى الذات، ويعتبرون أنفسهم أكبر من الناس والبشر، ولديهم ذهول وكأنهم أطهر وأعز من الشعب لدى الله، فيفاجأون أن هذا غير صحيح، وأن من مؤيديهم ينقرضون تدريجيا لكره الناس لهم ولأسلوبهم.
وأضاف دراج، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن جماعة الإخوان تعتبر نفسها مؤيدة من الله، وأن ما يفعلونه هو مؤيد من الله بالضرورة، ويخرج منهم مجاذيب ليقولوا إن سيدنا جبريل زارهم، وأن سيدنا محمد يؤيدهم.
من ناحيته، وصف الدكتور محمود العلايلى، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، أن مليونية أمس كانت مجرد تجمعات قليلة ومتفرقة لإحداث الفوضى وتصدير شعور بأنهم موجودون فى كل مكان.
وأضاف العلايلى لـ"اليوم السابع"، أن الإخوان لم يفلحوا فى مليونيتهم أمس، وأنهم يشعرون الآن بأنهم ليسوا ضد السلطة فقط، ولكنهم ضد جموع الشعب المصرى.
وأكد العلايلى أن الإخوان ليس لديهم قضية يقومون بالدفاع عنها، وأن الشعب أراد أن يأتى برئيس محترم يعلى من شأن الدولة المصرية.
سياسيون يحللون فشل مليونية "الإخوان" بالأمس.. "أبو شقة": لا يمكن لجماعة الوقوف أمام إرادة شعب يسانده الشرطة والجيش.. و"شكر": هذا أقصى قدرتهم على الحشد.. و"دراج": كراهية الناس لهم سبب فشلهم
السبت، 20 يوليو 2013 02:28 م
مظاهرات مؤيدى المعزول
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة