أمام أحد الأكشاك الصغيرة الموجودة أسفل سور بوابة المتولى وعلى نغمات طرقات شاكوشه الصغير الذى يمسكه بيده، جلس "رضا عاشور" على قطعة خشب صغيرة وقد وضع أمامه عدته البسيطة وهو يمسك بقطعة من الصاج يحاول تثبيتها فى مكانها أعلى عربية البطاطا.
كشك "رضا" يقع بجوار بوابة المتولى يجاوره العديد من فرشات بيع الفوانيس ومحلات بيع الخيم الرمضانية، ورغم صغر مساحة الكشك التى لا تتعدى "متر فى متر"، إلا أن زبائنه يعرفونه من بين كل المحلات التى تصنع منتجات الصاج فى المنطقة، جلس أمام محله وهو بيفنش فى عربية بطاطا تحت ظل قطعة قماش قد وضعها ليواجه بها أشعة الشمس الحارقة.
"أنا أعرف طوب الأرض وبتعامل مع الغنى والفقير".. هكذا بدأ رضا حديثه لـ"اليوم السابع" متفاخراً بأنه يتعامل مع كل الطبقات بداية من محلات الكشرى والمطاعم الراقية التى تحتاج إلى مداخن للشويات حتى "الناس السريحة" اللى على عربيات البطاطا وشوايات الذرة.
طوال 42 عاماً قضاها رضا صاحب الـ54 عاماً فى هذه المهنة، منذ أن كان فى الـ12 من عمره، حيث ورث هذه المهنة عن أبوه وجده يقول: "أنا شغال من وأنا عندى 12 سنة، بدأت الشغلانة دى كنت بلم علب الصفيح من الشارع من صباحية ربنا لحد العصر، وبعد كده أرجع أفضل أعمل فى حصالات"، موضحاً أن شغل الحصالات زمان كان بيكسب.
ويضيف رضا، أن البيع زمان كان أكتر من دلوقتى، أما حالياً فمع دخول الحصالات الصينى الجديدة أصبح الإقبال على الحصالات الصاج قليلاً جداً فيما عدا بعض الأحياء الشعبية الفقيرة، لذلك فهو لم يكتف فقط بصناعة الحصالات وإنما أيضاً يصنع مداخن محلات الكشرى ومداخن الفنادق، بالإضافة إلى عربيات البطاطا ومراجل الفحم وشوايات الذرة.
يتوقف قليلاً عن الكلام ليتناول مسمار يثبت به مدخنة عربية البطاطا التى أمامه، ثم يستكمل حديثه "الثورة ريحت الشغل خالص، ده غير أنها خلت الأسعار نار، وتمن لوح الصاج بقى الضعف، بس الحمد لله ماشية وربنا بيرزق، يوم أبيع عربية بطاطا، يوم أعمل مدخنة أو شواية ذرة وأهى ماشية.
وأوضح رضا أنه يمكنه أن ينتهى من صناعة عربة بطاطا فى يوم ونصف والتى يصل ثمنها إلى 300 جنيه، أما بالنسبة للمداخن فهى تأتى إليه وفقاً لرسوم هندسية من المهندسين المشرفين على تصميم هذه المحلات.
رضا.. من صناعة الحصالات إلى أحسن صنايعى عربيات بطاطا
السبت، 20 يوليو 2013 07:35 م
رضا عاشور صانع عربات البطاطا
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى
شعب راضى بقليله
الرضا كنز لا يفنى
بس مين اللى يقدر يعرف كده