"دى جى" وفِراشة وحبال من اللمبات الملونة وطاولات يتنقل بينها شباب شارع النهضة فى "عزبة النخل" كالفراشات لحمل الحاجة الساقعة للمعازيم من الجيران والأهل والحبايب.. الكل جاء يجامل "كريم حموكشة" بمناسبة سبوع ابنته "ريم"، وخوفاً من أن تقلب بنكد علق صاحب الليلة لافتة على أول الشارع كتب عليها "فرحة كريم حموكشة بسبوع ابنته.. ممنوع ضرب النار".
كريم محمد وشهرته "حموكشة"، سائق الميكروباص الذى سيودع عقده الثانى بعد عام، لم يرد أن يعكر صفو فرحته بمولدته الثانية "ريم"، فما يراه فى كافة الأفراح التى تقام فى المنطقة من ضرب نار، يتأذى بسببها الجيران الذى يشاركونهم الفرحة من الشرفات أو المعازيم أو الشخص الذى يطلق الرصاص نفسه جعله يأخذ احتياطاته حتى لا ينقلب الفرح إلى مآتم!
ففى منطقته الشعبية من يريد أن يجامل يضرب طلقتين فى الهواء، وإذا كان صاحب الفرح من أصحاب الواجب يجامله من الحبايب مئة ويظل إطلاق النار فى الهوا حتى الصباح، وحينها تأتى الشرطة بعد شكاوى ملحة من الجيران المذعورين، ومن هنا جاءت "حموكشة" فكرة اللافتة "بنحترم نفسنا، عاوزين نفرح وبس" - يقولها مبرراً.
"أم ريم" أرادت أن يشاركها جيرانها وأقاربها فرحتها فوافقت أن يكون السبوع فى الشارع وبالمرة لتغيير الروتين، مبدية انزعاجها من ظهور الأسلحة فى كل شجار تافه فى المنطقة بالقول: "فى أى خناقة فى ثانية العيال الصغيرة يطلعوا مسدسات، مكملوش 13 سنة، كل واحد ماسك مسدس وعامل فيها راجل، والشرطة دائماً أخر من يعلم.. بعد ما الدنيا تولع الشرطة تيجى، ومن كام يوم، البوكس خد كام عيل من اللى كانوا بيتخانقوا بالمسدسات".
صوت الرصاص أصبح ظاهرة طبيعية فى المنطقة يتعايشون معها، ولكن أكثر ما تخاف عليه ابنتيها "ريم" المولدة الجديدة و"شهد" صاحبة العام ونصف العام، وتنتظر اليوم الذى تراهما فيه طبيبة ومعلمة.
جيران "حموكشة" قالوا إن الشارع وكراً لتجار المخدرات والسلاح، وأن هذا هو سبب خوف "أبو ريم"، وهم يتغامزون فيما بينهم أن "عائلة حموكشة دخلت التاريخ".
"حموكشة" يفرح بسبوع ابنته فى الشارع ويرفع لافتة "ممنوع ضرب النار"
السبت، 20 يوليو 2013 04:27 م
اللافتة المرفوعة