اعتاد السوريون أن يستقبلوا رمضان باستعدادات كبيرة، سواء بشراء "الياميش" وغيره من البضائع الاستهلاكية، أو بالاحتفالات الرمضانية الخاصة، مع حالة من الترابط الأسرى القوى، وتبادل التهانى والزيارات، ولكن مؤخرًا، حرمتهم ظروف الصراع الدموى فى بلادهم من أن يعيشوا هذه الأجواء التى توارثوها عن الآباء والأجداد، وشاب فرحتهم باستقبال شهر الرحمة شعورًا بالغربة والحنين للوطن، الذى حاولوا التغلب عليه بإضفاء "نكهة سورية" لشهر رمضان فى كل بلدِ ينتقلوا إليه، فأصبحت تلاحظ انتشار الحلويات "الشامية" بشكل كبير فى مصر، وكذلك المطاعم السورية، أو حتى خدمات توصيل الطعام "السورى البيتى" للمنازل.
ويقول فِراس يحيى، ممثل تجمع كتائب وألوية شهداء سوريا فى مصر لـ"اليوم السابع": "رمضان هذا العام هو صيام فقط دون أية تقاليد لاستقبال الشهر"، ويضيف "نحن نفتقد أهلنا وأقاربنا (أو لمّة العيلة) بالمصرى".
ويوضح "قسم كبير من السوريين فقدوا أحد أفراد عائلتهم، إما استشهد أو اعتقل أو مفقود لا يعرفون مكانه، وبعض العائلات مثلاً تكون فى مصر، وقسم من أهلهم فى سوريا، وقسم آخر بالأردن وآخر فى تركيا"، ويتابع فِراس "أنا مثلاً فى مصر الآن، بينما أهلى فى إدلب بسوريا وأخى مع أسرته فى قطر، وبيت أختى فى ريف دمشق"، ويواصل فراس "إضافة إلى أن توتر العلاقة الأخير منذ 30 يونيو فى مصر زاد صعوبة الأمور علينا".
أما السيدة رنا حلبى فتقول لـ"اليوم السابع": "نفتقد تفاصيل تبدو صغيرة لكنها كبيرة جدًا فى نفوسنا، مثلاً صوت الآذان هنا يختلف عن سوريا، نفتقد صوت أذان مساجد بلادنا جدًا، ونفتقد كذلك الأكلات السورية، مثلاً أكلة "الناعم" وهى نوع من الحلويات الرمضانية التى نحب أن نأكلها بعد الإفطار"، وتضيف رنا "بنحاول نعمل حوالينا جو رمضان السورى فى مصر، لكن مهما بنعمل ما بنقدرش نخليه زى رمضان فى سوريا".
أما عم أبو أكرم فيفتقد بالدرجة الأولى المأكولات والمشروبات السورية بشكل عام، رغم أنه حتى الآن لم يتناول سوى الأكل السورى، ويقول "حتى الآن لم أتناول أية أكلات مصرية، نحاول دائمًا أن نطبخ الأكلات السورية ولا نفكر فى تجربة غيرها"، ويتابع "مر يوم واحد فقط على رمضان الأول لى فى مصر، لذلك لا أستطيع أن أحدد الفرق بدقة، ولكننى لاحظت أن أذان الفجر والمغرب يختلفان عن الأذان فى سوريا، فهناك قبل أذان الفجر بعشرة دقائق تقريبًا نسمع قرآن الفجر من المساجد لتنبيهنا أن الفجر اقترب، ولكن هنا فى مصر يفاجئنا الأذان".
فيما يؤكد الأستاذ لؤى أن الفرق بين رمضان السورى والمصرى ليس كبيرًا، ويوضح "هو نفس الجو تقريبًا، مافيش فرق غير فى الأكل"، ولكن الحديث عن ما يفتقده فى رمضان سوريا صحبته تنهيدة حارة قال بعدها "نفتقد حاجات كتيرة، أذكر منها الآن الأماكن، نفتقد أماكن كثيرة كنا نحب زيارتها فى رمضان، مثل بعض المطاعم التى كانت تصنع أجواء رمضانية خاصة، وسهرات رمضانية".
وعن أهم ما يميز رمضان بالنكهة المصرية يقول لؤى "الزينة التى تملأ الشوارع، فهى مميزة أكثر من سوريا وظاهرة أكثر، كل الناس هنا تقريبًا تعلق الزينة احتفالاً بشهر رمضان".
وهو ما تتفق معه كريمة الليثى حيث تقول "أحلى حاجة فى رمضان بمصر هى الزينة والفوانيس، لفتت نظرى جدًا الفوانيس الكثيرة بأشكالها المتنوعة الموجودة فى كل مكان تقريبًا".
رمضان بعيون السوريون فى مصر: الزينة والفوانيس يخطفان الأنظار
الخميس، 18 يوليو 2013 01:22 م
فوانيس رمضان