بمعاشاتهن الهزيلة يفطرن الغلابة..

"حبايب آل البيت".. تركن أولادهن لخدمة زوار "الأوليا" على أعتاب الحسين

الأربعاء، 17 يوليو 2013 06:01 م
"حبايب آل البيت".. تركن أولادهن لخدمة زوار "الأوليا" على أعتاب الحسين أم إيمان وسعاد
رحمة ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يجلسون على حصيرة متواضعة على أعتاب مسجد الحسين، يلتمسون منه البركة والمدد بجوارهم "وابور" لعمل ما يجودون به من أطعمة لخدمة زوار مولانا كما يحلو لهم أن يسموه.

فى نفس المكان ستجدهم يومياً فى رمضان منذ الصباح الباكر وحتى انتهاء صلاة التروايح، وفى غير رمضان يأتون للخدمة كل جمعة؛ يدفعهم دفعاً حبهم الشديد لسيدنا الحسين وجميع آل البيت.

منذ 12 عاماً تخدم المرأة الصعيدية "أم إيمان" زوار آل البيت فى مسجدى السيدة زينب 7 سنوات وفى سيدنا الحسين منذ 5 سنوات، لم تتخلف جمعة واحدة طوال العام أو يوم من أيام رمضان "بصلى الفجر وأشوف لوازم العيال واجى على الحسين ومعايا الخضار وأعمله لزوار آل البيت ونخرجه لله عشان الناس تفطر، وربنا بيبعت رزق كتير؛ اللى يجيب عيش أو كيس سكر و قزازة زيت".

من معاشها الشهرى تخرج العشر للغلابة والمساكين مؤكدة "أن اللى عند الله مبيرحش، وأهم حاجة الناس تخلص لربنا وقلوبنا تبقى على بعض"، عائلتها المحبة لآل البيت فى أسيوط هى التى جعلتها تفضل الجلوس على الأرض فى أعتاب الحسين عوضاً عن الجلوس فى منزلها مع بناتها الثلاثة "هند وفاطمة وإيمان" لكنها تؤكد "عيالنا ليهم علينا حق بنخلص حاجتهم نيجى نخدم هنا".

تتذكر والدتها "بنت سيدى وافى" والتى كانت تفتح خدم بدورها فى الحسين وتتابع بلهجتها الصعيدية" اتربينا على أعتاب آل البيت أنا واخواتى وكنا يتامى، علمونا الصوم والصلاة والتقوى".

إلى جوار "أم إيمان" تجلس "سعاد ياسين عبده" المرأة الأسوانية، تشاركها فى عمل المحشى يعملون بسرعة وحرفية حتى ينضج الطعام قبل أذان المغرب وتتلقفه أيادى الصائمين الملهوفة ممن جاءوا إلى سيدنا الحسين بحثا عن أهل الخير.

"بدل ما أروح المقابر بطلع من معاش جوزى رحمة ونور لزوار مولانا".. تبرر بذلك مداومتها كل جمعة طوال 7 سنوات على خدمة آل البيت، أما جدولها فى رمضان "باجى كل يوم الصبح اعمل اللى ربنا يقدرنا عليه ونصبن مواعينا ونقدم المايه فى الصلاة وأروح لعيالى شيماء وعلى".









بلهجتها الأسوانية تقول "حبنا لآل البيت حاجة جوانا ربنا زرعها، كأنه جهاد وستى كانت تقول لى لو معكيش حاجة طلعى لو تمرة".. وتصف سعاد جدتها" كانت درويشة على حق، تسيب حالها وعيالها وتشيل زلعة المش وتلف من مشارقها لمغاربها تخدم يومين فى السيدة ويومين عند مولانا" ومنها شربت المرأة الأسوانية التى تعيش حاليا فى "زينهم" الحب الشديد لآل البيت" لو قعدت فى البيت الاقى حاجة بتنادينى أنزل، أعمل أى لقمة فى البيت وأروح للحسين ومولانا سبب لينا".

يظن البعض خاطئا أنهن ميسورات الحال ولذلك لا يبخلوا بالقليل على الغلابة ولا يعرف من ينظر من بعيد أن معاش الأرملة ذات البشرة السمراء والأسنان الناصعة "240 جنيه بس برضه مدد يا أهل البيت، لقمة ورايحة فى المدد".

لا تختلف "سعاد" عن كثير من مريدين آل البيت تقبل مقام الحسين وأم العواجز وهى تتلمس منه البركة بيدها وتمسح بها على وجهها وجسدها ولكن لا تطلب منهم سوى المدد "مبنقلش اشفينى أو اعمليلى يا أم العواجز إنما بنقول مدد يا سيدنا النبى ويا مولانا، عشان بنحبهم حب شديد وعشان نشرب من خصال سيدنا النبى وآل البيت".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة