د.هشام منصور يكتب: وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى

الإثنين، 15 يوليو 2013 05:20 م
د.هشام منصور يكتب: وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى الاتحادية فى 30 يونيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختلفت الأراء حول تفسير ما حدث فى مصر، حيث يرى البعض أن ما حدث الأسبوع الماضى يعد انقلابا عسكرياً، فى حين يرى البعض الآخر عكس ذلك تماما، وأن ما حدث إنما يعبر عن رغبة كل تلك الحشود التى خرجت معارضة، والشاهد فى هذا كله أن كلا الفريقين يرى أن لديه من الأسباب الوجيهة المؤيدة لوجهة نظره والمدافعة عنها، وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذا أو ذاك، فإن هناك سؤالا يطرح نفسه لماذا وجدنا أنفسنا من جديد أمام هذا السيناريو، ولا أجد غير النص القرآنى "وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى".

لاشك أن المشهد أكثر تعقيدًا مما يظن البعض، ولكن ومن البداية كان يمكن أن نجتاز تلك المرحلة دون الوصول إلى هذا المشهد المتأزم، فماذا لو تم تغيير الحكومة وإقالة النائب العام، وإجراء التعديلات الدستورية المقترحة من قبل المعارضة، لا أعرف لماذا كان كل هذا الإصرار والتعنت، وعدم الاستجابة لمطالب المعارضة والدفع بالأمور إلى نقطة اللاعودة، شىء يدعو إلى الدهشة أن تنفلت الأمور إلى هذا الحد، على الرغم من كل تلك التحذيرات العديدة والنداءات المتكررة من الكثيرين بخطورة الموقف.

الشاهد أنه على طوال العام الماضى، انطلقت العديد من المبادرات من كل الأطراف لمعالجة هذا الانسداد السياسى، ولكن دون جدوى، لقد كان هناك إصرار على إقصاء وتهميش المعارضة، هذا إلى جانب تزايد حدة وصعوبة الأوضاع الاقتصادى، وانعكاساتها، بداية من ازمة الوقود مرورا بانقطاع التيار الكهربائى وارتفاع الأسعار، هذا بجانب إصرار جماعة الإخوان على تصدر المشهد السياسى من خلال تعينات المحافظين والوزراء، ناهيك طبعا عن ملف التمكين فى مفاصل الدولة والمناصب العامة، وأظن أن جماعة الإخوان أساءت إلى نفسها أكثر مما أساء إليها الآخرون، بل لا أفهم حتى كيف فعلت هذا بنفسها.

لا أعتقد أن تسارع الأحداث كان يخفى على أحد، الجميع كان يعرف هذا السيناريو، ويحفظه جيدا ربما لم يتوقع الكثيرون خروج كل تلك الحشود، والتى دفعت إلى التعجيل بإزاحة مرسى بعيدا على المشهد السياسى والتعجيل برحيله، والذى اعتبره البعض انقلابا عسكريا على السلطة، حيث استقرت الأعراف الديمقراطية فى العالم على أن إزاحة رئيس منتخب ووضع رئيس معين بدلا منه يعد انقلابا عسكريا، وفقا لمفاهيم العلوم السياسية المتفق عليها، ولكن ومع الأخذ فى الاعتبار كل تلك الحشود، فالأمر مختلف تماما.

الخطورة الفعلية فى الفترة الحالية تكمن فى الإقصاء، خصوصا بعد غلق معظم القنوات الدينية، واعتقال قيادات الجماعة، فضلا عن حل مجلس الشورى، وتركز السلطة التنفذية والتشريعة ومحاولة شيطنة الإخوان، لا أعتقد أن تلك الممارسات سوف تصب أبدا فى صالح أحد، والإقصاء لا يكون طريقا للحل أبدا، لأنه الخطيئة التى وقع فيه الإخوان، والتى يدفعون ثمنها الآن، وتلك هى المصيبة التى هوت بجماعة الإخوان، بل والتيار الإسلامى كله.

وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى.. أصبحت هى لسان حال كل من يتولى زمام الأمور، ليس بالإقصاء والاستبعاد والتهميش للطرف الآخر تبنى الأوطان، وأيا كان هذا الطرف الذى فى السلطة لابد له من القبول بالآخر مهما اختلفنا معه، ومهما كانت تحفظتنا على هذا الطرف أو ذاك، لابد من التعايش مع هذا الطرف والقبول به وعدم استبعاده من المشهد، وهذا هو المزلق الخطير الذى يقع فيه الكل مؤيد ومعارض، وبكل الأسف، وهذا هو السيناريو الأسوء، والذى أرجو ألا نسير فيه مرة ثانية، ولله الأمر من قبل ومن بعد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة