قال تشارلز تونر فى صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن كلا من مصر وتركيا شهدتا فى الأسابيع الأخيرة مشاهد حشود هائلة فى كبرى الميادين احتجاجا على النمط الاستبدادى للقائد السياسى، وفى كلتا الحالتين، كانا القائدان من تيار الإسلام السياسى، وكانت هناك دعوات مطالبة باستقالتهما، ووجه التشابه ينتهى فقط عن هذا الحد. ففى تركيا، تمت مواجهة المحتجين بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والضرب بالهراوات والتهديد بانتشار الجيش، وبقى أردوغان فى منصبه. فى مصر لم تمس الشرطة المحتجين، وتمت الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى من الحكم من قبل الجيش وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية.
وهذا الاختلاف ينبغى أن يحذرنا، كما يقول الكاتب، من وضع الأحداث فى إطار يجعلها متشابهة، فثورة الشباب المثقف والميديا الاجتماعية والليبرالية الجديدة، والمقاومة العالمية، والحشود والسلطة، والتوتر فى العالم الإسلامى، مبررات لا تستخدم كثيرا لأن السياسة تظل مثلما كانت دائما محلية ومحددة.
ويرى الكاتب أن أحد الأسباب التى أدت إلى عدم انزلاق تلك المشاهد فى تركيا إلى فوضى، هو أنها ليست غير معتادة، فحتى خارج المناطق الكردية شهت تركيا أنواع من الاحتجاجات الجماهيرية المماثلة.